من عبدالعزيز بن عبدالله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم سعادة وكيل وزارة الإعلام المساعد لشئون الإذاعة. وفقه الله لما فيه رضاه آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فأشفع لكم مذكرة من الأخ في الله ع - م. ذكر فيها أنه سمع في يوم الإثنين 28/ 6/ 1411هـ الساعة 7:20 إلى 7:25، شخصا يسأل أباه عن الله سبحانه، فأجابه أبوه بأن الله سبحانه موجود في كل زمان ومكان. لا شك أن هذا الجواب: باطل، وهو من كلام أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهما.
والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة: أن الله سبحانه فوق العرش، فوق جميع خلقه، كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة، كما قال عز وجل: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] وكرر ذلك سبحانه في ست آيات أخرى من كتابه العظيم، ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو: العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله سبحانه، لا يعلم كيفيته سواه، كما قال مالك رحمه الله لما سئل عن ذلك:
الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ومراده رحمه الله: السؤال عن كيفيته، وهذا المعنى جاء عن شيخه ربيعة بن أبي عبدالرحمن، وهو مروي عن أم سلمة رضي الله عنها، وهو قول جميع أهل السنة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من أئمة الإسلام، وقد أخبر الله سبحانه في آيات أخرى أنه العلي كما قال سبحانه: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر:12]، وقال عز وجل: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] وقال سبحانه: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم، صرح فيها سبحانه في العلو وذلك موافق لما دلت عليه آيات الاستواء، وبذلك يعلم أن قول أهل البدع إن الله سبحانه موجود في كل مكان من أبطل الباطل، وهو مذهب الحلولية المبتدعة الضالة، بل هو كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه، وتكذيب لرسوله ﷺ فيما صح عنه من كون ربه في السماء، مثل قوله ﷺ: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء وكما جاء في أحاديث الإسراء والمعراج.
فأرجو إذاعة هذه الرسالة في البرنامج الإذاعي في الوقت المذكور وفي أوقات أخرى، حتى يعلم ذلك من سمع المقال المشار إليه[1].
شكر الله سعيكم وبارك في جهودكم.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أما بعد:
فأشفع لكم مذكرة من الأخ في الله ع - م. ذكر فيها أنه سمع في يوم الإثنين 28/ 6/ 1411هـ الساعة 7:20 إلى 7:25، شخصا يسأل أباه عن الله سبحانه، فأجابه أبوه بأن الله سبحانه موجود في كل زمان ومكان. لا شك أن هذا الجواب: باطل، وهو من كلام أهل البدع من الجهمية والمعتزلة ومن سار في ركابهما.
والصواب الذي عليه أهل السنة والجماعة: أن الله سبحانه فوق العرش، فوق جميع خلقه، كما دلت عليه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وإجماع سلف الأمة، كما قال عز وجل: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ [الأعراف:54] وكرر ذلك سبحانه في ست آيات أخرى من كتابه العظيم، ومعنى الاستواء عند أهل السنة هو: العلو والارتفاع فوق العرش على الوجه الذي يليق بجلال الله سبحانه، لا يعلم كيفيته سواه، كما قال مالك رحمه الله لما سئل عن ذلك:
الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة، ومراده رحمه الله: السؤال عن كيفيته، وهذا المعنى جاء عن شيخه ربيعة بن أبي عبدالرحمن، وهو مروي عن أم سلمة رضي الله عنها، وهو قول جميع أهل السنة من الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من أئمة الإسلام، وقد أخبر الله سبحانه في آيات أخرى أنه العلي كما قال سبحانه: فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر:12]، وقال عز وجل: إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ [فاطر:10] وقال سبحانه: وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255] في آيات كثيرة من كتاب الله الكريم، صرح فيها سبحانه في العلو وذلك موافق لما دلت عليه آيات الاستواء، وبذلك يعلم أن قول أهل البدع إن الله سبحانه موجود في كل مكان من أبطل الباطل، وهو مذهب الحلولية المبتدعة الضالة، بل هو كفر وضلال وتكذيب لله سبحانه، وتكذيب لرسوله ﷺ فيما صح عنه من كون ربه في السماء، مثل قوله ﷺ: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء وكما جاء في أحاديث الإسراء والمعراج.
فأرجو إذاعة هذه الرسالة في البرنامج الإذاعي في الوقت المذكور وفي أوقات أخرى، حتى يعلم ذلك من سمع المقال المشار إليه[1].
شكر الله سعيكم وبارك في جهودكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 6/ 434)