رسالة من الشيخ الخطيب بخصوص شحن الجزء الثاني من فتح الباري

بسم الله الرحمن الرحيم[1]
القاهرة في غرة رجب سنة 1382 هــ
حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ عبدالعزيز بن باز حفظه الله، سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
وبعد: فأرجو الله تكونوا بخير وعافية، وقد تم – ولله الحمد – والمنة بعد تعب ثلاثة أشهر شحن 34 صندوقا بداخلها 2468 نسخة من الجزء الثاني من فتح الباري. وأرسلت اليوم بوليسة الشحن إلى فضيلة الأستاذ الشيخ عبدالملك بن إبراهيم حسب أمركم السابق.
والجزء الثالث أوشك أن يتم تجليده، ثم نجتهد – إن شاء الله – في شحنه.
والجزء الرابع أتممنا إلى الآن طبع ثلاثة أرباعه، وبقي الربع الرابع نحن ماضون فيه بسرعة؛ فأرجو أن تتفضلوا بإرسال الجزء الخامس؛ لئلا يبطئ علينا فيما بعد.
وكنت سلمت للأخ الشيخ عبدالعزيز التويجري الجزء الثالث طبع بولاق مجلدًا تجليدًا جديدًا وكذلك نسخة من الجزء الثالث طبعتنا مجلدة أرجو أن تكون قد وصلت وأنتم بخير.
ولأجل ألا يطول الحساب ويتداخل كتبت لفضيلتكم كشفا بالحساب إلى نهاية الجزء الثالث مع التجليد ومصاريف شحن الأول والثاني، ويبقى حساب ما طبعناه من الرابع حتى الآن، وتجليده وشحنه، وكذلك مصاريف شحن الثالث لكشف آخر.
إن شحن الجزء الثالث لن يكون إلا إذا أثبتنا للجمرك ورود قيمته عن يد بنك؛ فأرجو عند الاطلاع على الحساب أن تتفضلوا بإرسال دفعة ثالثة؛ لنثبت بها وصول القيمة للثالث. التجليد سأحاول الاتصال بالمجلدين عند انتهاء طبع الجزء الرابع، وإذا تيسر نعمل عند بعضهم نماذج، ونرسل لكم للاطلاع عليها والمقارنة بين الأسعار.
أما السعر الذي جلد به الأخ التويجري فهو لكتب مختلفة الأحجام، وأكثرها أصغر حجما من فتح الباري فضلا أن نوع الجلد والصنعة أقل من الذي نجلد عنده، وسأكتب لكم بهذا الشأن لآخذ رأيكم.
ولقد كانت حجة جمرك السويس في تأخير الموافقة على شحن الجزء الثاني أن مصطفى البابي الحلبي عنده من هذا الكتاب، ويعلن عنه في قائمة كتبه بنحو ثلاثة أضعاف الثمن لطبعتنا مع أن طبعتنا أجود في الورق والتجليد.
ولما أصر مثمن جمرك السويس على ذلك رفع الأمر إلى المصلحة الرئيسية في الإسكندرية؛ فسافر ابني إلى الإسكندرية لأجل ذلك، ثم سافر وكيلنا في أمر الشحن مرتين إلى الإسكندرية، وقدم لهم بيانًا مفصلًا مني عن الفرق بين التاجر الذي يطبع كتابا لحسابه وينفق عليه أجور تخزين وإعلان ومستخدمين إلى أن يتم تعريفه بعد سنين طويلة، وبين مطبعة تطبع الكتاب نفسه على حساب الغير وتسلمه له دفعة واحدة كما هي الحال في طبعتنا، فوافقت المصلحة العامة على إباحة سفر الصناديق بعد تعديل قليل في السعر، فالحمد لله على ذلك.
محمد رشدي مفتي أرسل قيمة الكتب التي طلب منا إرسالها له بالطائرة؛ فشكرا لفضيلتكم على ذلك.
كان الأخ الشيخ عبدالعزيز التويجيري أخذ 50 نسخة من المطبعة واستلم الجزأين الأول والثاني، وأخذ قيمة الثالث إلى أن يستلمه وكيله في القاهرة، وإلى الآن لم يحضر وكيله لأخذ الخمسين نسخة من الثالث، ودفع قيمتها؛ فلعل المانع خير.
أرجو أن تكونوا بخير وعافية وسلامي إلى كل من يلوذ بفضيلتكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                                                       محب الدين الخطيب

  1. الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء (ص95)