الجواب:
الواجب عليكم، وعلى غيركم من المسلمين عدم الصلاة إلى القبور، وأن تكون الصلاة بعيدة عن القبور، في محل بعيد عن القبور، ليس في قبلتكم قبور؛ لأنه ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: لا تصلوا إلى القبور، ولا تجلسوا عليها رواه مسلم في الصحيح، وقال -عليه الصلاة والسلام-: ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك رواه مسلم أيضًا، فلا يجوز أن يصلى إلى القبور، ولا أن تتخذ مساجد يصلى بينها.
لكن لو كان بينكم وبين القبور حاجز، جدار يمنعكم منها، فالصلاة صحيحة، أو بينكم وبينها بيت مسكن، أو شيء يمنع منها، مثل وادٍ بينكم وبينها، وادي السيل، أو ما أشبه ذلك، لكن بعدكم عنها أسلم، تكون عن يمينكم، أو شمالكم، هذا هو الطريق السليم، لا تجعلوها أمامكم إلا إذا كان بينكم وبينها حاجز يبعدكم عنها، ولا يوهم أنكم تصلون إليها، تعظيمًا لها، تكونوا بعيدين عنها، حاجز، جدار، وإذا كان جدار آخر غير جدار المقبرة؛ يكون أسلم، وأحسن، أو وادٍ بينكم، هذا يبعدكم عن شبهة استقبالها، لكن بكل حال إذا كنتم بعيدين عنها، أو عن يمينها، أو شمالها، أو أمامها، خلفكم، لا يضركم، إذا كانت الأرض ليست من المقبرة، ولا داخلة في المقبرة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، كونها تبعد عنهم خمسة عشر مترًا كما قال؟
الشيخ: قد لا يكفي هذا؛ لأن الاستقبال إذا كانت غير مستورة أمامهم قد يحصل بذلك الاستقبال، ويظن أنهم قصدوا الاستقبال، فالبعد عنها أسلم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
الشيخ: لأن الرسول ﷺ أمر بترك المشتبهات، قال: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك وقال -عليه الصلاة والسلام-: من اتقى الشبهات؛ فقد استبرأ لدينه وعرضه -اللهم صل عليه وسلم- فالبعد عنها أسلم، كونها عن يمين، أو شمال، أو خلفهم، أو بينهم وبينها ستر جدار، وإذا كان جدارًا آخر غير جدارها مثل جدار حوش، أو جدار منزل، أو بيت قائم؛ يكون هذا أبعد عن الشبهة.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.