33 باب ما جاء في النشرة

باب ما جاء في النشرة

عن جابر : "أن رسول الله ﷺ سئل عن النُّشرة؟ فقال: هي من عمل الشيطان  رواه أحمد بسند جيد، وأبو داود، وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله.

وفي البخاري عن قتادة قلت لابن المسيب: "رجل به طب أو يؤخّذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه" اهـ.

وروى عن الحسن أنه قال: "لا يحل السحر إلا ساحر".

قال ابن القيم رحمه الله: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان. وعليه يحمل قول الحسن، فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يحب، فيبطل عمله عن المسحور.

والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة. فهذا جائز.

الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذا الباب في النشرة، لما كانت البلية تعم بهذا البلاء في زمن المؤلف وغيره، عقد هذا الباب لبيان الحكم الشرعي في النشرة وهي حل السحر عن المسحور، يقال: نشر عنه يعني حل عنه، التنشير حل السحر عن المسحور، وفيها حديث جابر أن النبي ﷺ سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان أخرجه الإمام أحمد وأبو داود بسند جيد.

وسئل أحمد عن ذلك فقال: ابن مسعود يكره هذا كله، يعني يكره التنشير عن المسحور بكل ما لا يُعرف معناه.

وفي البخاري عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن ذلك، هذا الرجل به طب يعني به سحر أو يؤخذ عن امرأته يحبس فقال: لا بأس به، إنما يريدون به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم يُنه عنه.

وروي عن الحسن البصري رحمه الله التابعي الجليل أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر. قال ابن القيم رحمه الله: النشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل بسحر مثله، فهذا هو الذي من عمل الشيطان، وهو الذي فيه حديث جابر إذا حل بسحر مثله بتقرب إلى الشياطين ودعائهم ونحو ذلك.

الثاني: حل آخر بالرقية الشرعية بالتعوذات بالأدوية المباحة بالدعوات الطيبة، هذا لا بأس به.

والخلاصة: أن النشرة إن كانت من الدعوات المباحة والأدوية المباحة والرقية الشرعية فلا بأس بها، وليست داخلة في قول النبي ﷺ: هي من عمل الشيطان؛ لأن هذا ليس من عمل الشيطان، الدواء والرقية الشرعية والأدوية المباحة والدعوات الطيبة ليست من عمل الشيطان ولا بأس بها، وقد قال ﷺ: عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام وقد رقى نفسه بالمعوذات وقل هو الله أحد، وقال: ما تعوذ المتعوذون بمثلهما، أما إذا كان الحل بشيء آخر من أنواع السحر والأدوية المحرمة فهذا هو الذي من عمل الشيطان، وهو الذي جاء به الحديث وهو ممنوع.

وأما ما كان بالرقى الشرعية والدعوات الطيبة فهذا لا بأس به، وعلى هذا يحمل  قول سعيد بن المسيب رحمه الله الرقية التي يراد بها الإصلاح الرقية الشرعية، والدواء المباح هذا لا بأس به، أما النشرة التي من عمل الشيطان فهي التي تكون بالأدوية المحرمة وبالدعوات المحرمة وبالتقرب إلى الشياطين فهذه تمنع.

والغالب على هؤلاء الذين يدعون النشر هم ممن يعمل في سبيل الشيطان، ويتعاطون خدمة الجن والاستعانة بالجن، فهؤلاء يجب منعهم وعدم الذهاب إليهم.

نسأل الله السلامة.

الأسئلة:

س: قول النبي ﷺ: من أتى عرافا وقوله: من أتى كاهنا يشمل هذا الساحر؟

ج: الساحر قد يدخل في هذا بمعنى أنه يدعي معرفة الأمور الغيبية يدخل في العرافين، أما الكاهن في الغالب المراد بالكاهن اللي يدعي علم المغيبات من طريق مسترق السمع، أما السحرة فشأنهم إما إدخال ضرر على الناس أو جمع بين الرجل والمرأة أو تفريق بينهما من طريق الشياطين، هذا عمل السحرة، أما الكهانة يدعون علم الغيب يخبرون أنه سوف يكون كذا سوف يسافر فلان سوف يموت فلان سوف يهزم آل فلان سوف يقع مصائب كذا، هذه غالب أخبار الكهنة، نسأل الله السلامة.

س: هل عقوبة الذهاب إلى الساحر هي نفس عقوبة من أتى كاهنًا أو عرافًا؟

الجواب: كلهم يجب منعهم من جهة ولاة الأمور، ولا يذهبون إليهم، ولا يصدقونهم، ولو بالتأديب، الجاهل يعلم، والمتعلم يؤدب.

س: العقاب المترتب في الذهاب إلى الساحر هو نفس العقاب المترتب في الذهاب إلى الكاهن؟

الجواب: أشد وأشد.

س: السحرة يصنعون شيئًا يحبب المرأة إلى الرجل، ويحبب الرجل إلى المرأة هل هذا جائز؟

الجواب:  هذا السحر، فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة:102] وضده ما يحبب الرجل إلى زوجته، وهذا يسمى التولة: إن الرقى والتمائم والتولة شرك التولة هي السحر.

س: حكم مشاهدة أعمال السحرة؟

الجواب: لا يجوز هذا، ينكرها ويبين لهم حكمها، بعضهم يري الناس طيور وحمام وعصافير يقول  هذه من فمي من بطني كله تلبيس على الناس.

س: حكم حضورها؟

ج: حضورها للإنكار.

س: للتمتع؟

ج: لا يجوز هذا، لأن هذا منكر إلا على سبيل معرفة الحقيقة حتى يخبر عنها.

س: إذا كان الشخص يذهب إلى الساحر وتاب هل عليه؟

ج: إذا تاب الحمد لله.

س: هل عليه أن يخبر ولاة الأمور؟

ج: إذا تاب الحمد لله، عليه أن يخبر عن السحرة.

س: ما صحة حديث النبي ﷺ: من استعاذ بالله فقد عاذ بمعاذ؟

ج: نعم هذا صحيح في قصة المرأة التي أراد أن يتزوجها ولم استعاذت منه قال: لقد عذت بمعاذ الحقي بأهلك هذا في البخاري.

س: هذا اللفظ؟

ج:  نعم، لقد عذت بمعاذ الحقي بأهلك.

س: كتاب الشيخ ابن عثيمين  المفيد في شرح كتاب التوحيد يقول: وقد ذكر بعض أهل العلم أن من العلاج أن يطلقها زوجها إن كان محبوسا الزوج عن زوجته، يقول من العلاج: أن يطلقها ثم يراجعها طبعا الشيخ هنا يقول لا أدري عن صحته؟

ج: والله ما بلغني ما أعرف له أصلا، هذا مشهور عندهم، ولكن ما أعرف له أصلا، العلاج يعالجها بالدعوات الشرعية والرقية الشرعية ويبشر بالخير إن  شاء الله.

س: مشهور عند من؟

ج: عند العامة.

س: يطلقها ويراجعها؟

ج: لا ما له أصل، هذا من كلام العامة الذي ما له أساس، العامة عندهم خرافات كثيرة.