51 باب قول: ما شاء الله وشئت

باب قول: ما شاء الله وشئت

عن قُتيلة: «أن يهوديا أتى النبي ﷺ فقال: إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة. فأمرهم النبي ﷺ إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت» رواه النسائي وصححه.

وله أيضا عن ابن عباس رضي الله عنهما: «أن رجلا قال للنبي ﷺ: ما شاء الله وشئت. فقال: أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده.

ولابن ماجه عن الطفيل -أخي عائشة لأمها- قال: «رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود قلت: إنكم لأنتم القوم، لولا أنكم تقولون عزير ابن الله. قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. ثم مررت بنفر من النصارى فقلت: إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله. قالوا: وأنتم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد. فلما أصبحت أخبرت بها من أخبرت، ثم أتيت النبي ﷺ فأخبرته، قال: هل أخبرت بها أحدا؟  قلت: نعم، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده.

الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.

أما بعد:

فهذا الباب عقده المؤلف لبيان ما قد يقع من بعض الناس من الأغلاط في قولهم: ما شاء الله وشاء فلان، ويبين في هذا الباب أن الأدلة الشرعية دلت على أن من تمام التوحيد وكماله أن يقول: ما شاء الله ثم فلان، لولا الله ثم فلان، ولا يقل: ما شاء الله وشاء فلان، أو يقول: لولا الله وفلان، فهذا نوع من الشرك؛ لأنه ساوى بين المخلوق وبين الله بالواو، فلهذا جاء النهي عن ذلك، قالت اليهود: أنتم القوم، لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد! فقال ﷺ: قولوا ما شاء الله وحده، وإذا حلفوا أن يقولوا ورب الكعبة، لا يقولوا: والكعبة، ولكن يقولوا: ورب الكعبة، فلا يجوز الحلف بغير الله لا بالكعبة ولا بالأنبياء ولا بغيرها، ولكن يحلف بالله وحده، وهكذا المشيئة لا يقال: ما شاء الله وشاء فلان، أو ما شاء الله وشاء محمد، ولكن يقال: ما شاء الله، ثم شاء محمد، ما شاء الله ثم شئت يا أخي.

وهكذا حديث الطفيل في أن الرسول ﷺ قال لهم: لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد، ولكن قولوا: ما شاء الله وحده، وجاء في الحديث الآخر أن الرسول ﷺ قال: لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان، ولما سأل الأبرص والأعمى والأقرع عما سألوا عنه قالوا: إنا نستشفع بالله ثم بك، يعني أتوا بثم، نسألك بالذي أعطاك إلى آخره، المقصود أن التوسل يكون بالله جل وعلا، وإذا أضيف إليه شيء آخر فليأتِ بثم، ما شاء الله ثم شاء فلان. ولا يقل: لو شاء الله وشاء فلان، أو لولا الله وفلان، ولكن يقول: ما شاء الله ثم شاء فلان، لولا الله ثم فلان.

وهذا هو طريق كمال التوحيد والبعد عن الشرك، ويأتي في هذا باب قول الله تعالى: فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة:22].

والمقصود أن هذا المقام مقام كمال التوحيد، والبعد عن وسائل الشرك صغيره وكبيره، الشرك الأصغر والأكبر جميعًا، فلا يجوز للمؤمن أن يتعاطى شيئًا من الشرك لا قليله ولا كثيره، بل يجب الحذر من ذلك، ومن الشرك الأصغر: لولا الله وفلان، ما شاء الله وشاء فلان، والحلف بغير الله، كل هذا من أنواع الشرك الأصغر؛ ولهذا نهى النبي ﷺ عن ذلك عليه الصلاة والسلام وقال: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك، وقال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان، ولا تقولوا ومحمد وقولوا: ورب محمد. هكذا المؤمن إذا حلف ولا يقل: والكعبة، ولا وشرف فلان، ولا وحياة فلان، ولا بالأنبياء، ولكن يقول: لولا الله ثم فلان، ما شاء الله ثم شاء فلان، ويقول: والله، والرحمن بالله ولا يحلف بالكعبة ولا بغيرها.

وفق الله الجميع.

الأسئلة:

س: إذا قال إذا شئت؟

الشيخ: لا، ثم شئت، ما يقال إذا شئت.

س: لا إذا شئت بس؟

الشيخ: ..... إن شئت تعطيني كذا وكذا جزاك الله خيرًا، إن حبيت تعطيني كذا ما يخالف، أما لو قال: لولا الله وما شاء الله، ما يقول: وشاء فلان.

س: قول النبي ﷺ في شأن الشفاعة لعمه أبي طالب: ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار؟

الجواب: جاء في هذا رواية معروفة: لولا الله ثم أنا فهذه الرواية إما منسوخة، وإلا غلط من بعض الرواة.

 س: قول بعض السلف: لولا فلان لذهب علم الحجاز؟

الجواب: لا، الصواب لولا الله ثم فلان.

س: من قال في ذمتي أو في .. رقبتي؟

الشيخ: ما يصير يمين إلا إذا قال بذمتي بالباء، الحلف بالباء، أو بالهمزة، أو بالواو، أو بالتاء، أما في ما هي من أدوات الحلف.

س: أهل اللغة يرون أن حروف العطف ينوب بعضها عن بعض الفاء والواو وثم؟

الشيخ: تختلف في الترتيب، الواو للجمع، والفاء للترتيب باتصال، ثم للترتيب بانفصال، تختلف وكلها حروف عطف، ولكن تختلف معانيها.

س: اليهودي الذي دافع عن الرسول هل دخل في الإسلام؟

الشيخ: ...؟

الطالب: اليهودي الذي قال: أنتم تشركون بالله؟

ج: الله أعلم ما ندري عنه، هذا فيه اتهام الإنسان إذا كان له هوى، هم عندهم الشرك بالله الأكبر ولكن لما كان لهم هوى اعترضوا بهذا الاعتراض، فنبه النبي ﷺ.

س: .....؟

ج: إذا تعمده يفطر إذا وصل إلى فمه وتعمده.

س: بلع الريق يعني؟

ج: بلع الريق ما يضره، أما إذا وصل إلى الفم ما يجوز بلعه.

س: إذا كان أخذته بالفم أطلعه خارج، ولكني إذا بلعته بالحلق .....؟

ج: ما جاء الفم؟

س: لا.

ج: ما يضر.

س: أنا كنت على شك أني كنت أبلع في رمضانات الفائتة ولا أذكر بالضبط كنت أبلع وإلا لا؟

ج: وأيش تبلع النخامة؟

س: نعم.

ج: إذا جزمت أنك بلعتها تقضي اليوم، أما إذا كان عندك شك ما عليك شيء.

س: المطلقة ثلاثا هل لها النفقة والسكنى؟

ج: إذا حكم ببينتها ليس لها شيء، بينتها بثلاث أو بالخلع ما لها النفقة، للرجعية التي لها رجعة إذا كان له رجعة عليها.

س: .....؟

ج: يأثم إذا كان عنده علم وإلا يعلم.

س: بالنسبة لزكاة عروض التجارة تحصل الآن بعض الناس عنده محلات أدوات مكتبية وبعضهم أدوات سباكة فعند حولان الحول يقول ما عندي سيولة ممكن أخرج لو قومت هذه؟

ج: يبيع منها ويخرج.

س: رجل دخل المسجد فرأى الإمام حليقا، فقال للذي وراءه: انتظروا حتى نكون جماعة أخرى؟

ج: لا ما ينبغي هذا يصلي معه ولو هو عاصٍ يصلي مع الجماعة، صلى الصحابة خلف الأمراء العصاة، خلف الحجاج وغيره الحمد لله.

س: ليس له العمل هذا؟

ج: لا لا.

س: المسافر إذا كان في سفر وغلب على ظنه أنه يدرك الصلاة الأخرى هل له أن يجمع جمع تقديم؟

ج: لا حرج ما دام في السفر، إن شاء جمع وإن شاء صلى الأولى وآخر الثانية حتى يصليها مع الجماعة في بلده إذا كان يظن أنه ... عليهم.

س: إذا صلاها جمع تقديم وجاء إلى البلد وهم لم يصلوا بعد؟

ج: ما عليه شيء قد أداها.

س: رجل كان يصلي ببنطلون وكان إذا سجد يخرج ظهره، فماذا عليه هل يعيد صلاته أم ماذا؟

ج: ما بين السرة والركبة هذه العورة، ما دام فوق السرة ما يضر.

س: مؤخر الظهر خرج؟

ج: مقدار السرة إذا كان مقدار السرة فوق السرة.

س: لكن تحت السرة؟

ج: إذا كان ....