باب لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة
عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ لا يُسأل بوجه الله إلا الجنة رواه أبو داود.
الشيخ: يقول المؤلف رحمه الله : باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة، ثم ذكر حديث جابر ورواه أبو داود، وما ذاك إلا لأن الجنة هي أعلا المطالب، وفيها النظر إلى وجه الله ، وفيها النعيم المقيم ، ووجه الله له شرفه العظيم فلا يسأل بوجه الله إلا الجنة يعني وما يقرب إليها، فيقول: اللهم إني أسألك بوجهك الكريم إدخالي الجنة والنجاة من النار، أو اللهم إني أسألك بوجهك الكريم أو توفقني للاستقامة على طاعتك أو للإخلاص لك، فما يقرب من الجنة هو من جنس طلب الجنة، لكن الحديث في سنده بعض اللين أو الضعف، والمؤلف أراد بذلك أن هذا من الكمال، من كمال التوحيد ومن كمال الإيمان ألا يسأل بوجه الله إلا الجنة؛ لأنها أعلا المطالب، وهكذا ما يقرب إليها من سؤال الله الثبات على الإيمان، وسؤال الله الفقه في الدين، وسؤال الله صلاح القلب والعمل، وسؤال الله العافية من مضلات الفتن، كل هذه تقرب إلى الجنة وتباعد من النار.
والحديث وما فيه من اللين ينجبر بما جاء في رواية أخرى من النهي عن السؤال بوجه الله، فيكون هذا خاصا بسؤال الله بوجهه الكريم الجنة وما يقرب إليها وما يدعو إليها، والله أعلم، وفق الله الجميع.