مراتب إنكار المنكر

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: المرسلة منيرة عبدالله من الرياض، أختنا تسأل وتقول: أرجو أن تشرحوا لنا حديث الرسول ﷺ والذي يقول: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فهذا الحديث من الأحاديث الصحيحة، قد خرجه مسلم -رحمه الله- في الصحيح، عن أبي سعيد الخدري  عن النبي ﷺ أنه قال: من رأى منكم منكرًا؛ فليغيره بيده، فإن لم يستطع؛ فبلسانه، فإن لم يستطع؛ فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان معناه: أن المؤمن، وهكذا المؤمنة إذا رأيا المنكر؛ وجب تغييره باليد مع الاستطاعة، كالأمير في حدود صلاحياته، كالهيئة في حدود صلاحياتها، كالأب مع أهل بيته، والأخ مع أهل بيته، على حسب القدرة، كخمر يراق، آلة لهو تكسر، وما أشبه ذلك، فإن لم يستطع؛ فبلسانه؛ يقول: يا عبدالله! هذا لا يجوز، يا أمة الله! هذا لا يجوز، الواجب ترك هذا الشيء احذروا، فالله حرم عليكم هكذا، هكذا يجب على كل مؤمن ومؤمنة، يقول الله -جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71] والمنكر ما نهى الله عنه ورسوله، والمعروف ما أمر الله به ورسوله، فإن لم يستطع المؤمن، أو المؤمنة الإنكار باليد، ولا باللسان؛ فبالقلب، يكره بقلبه المنكر، يعلم الله من قلبه أنه يكرهه، ويحب زواله، ولا يحضر أهله، لا يحضر معهم، المجلس الذي فيه شرب الخمر لا يحضره، فيه آلات الملاهي، فيه الغيبة والنميمة، لا يحضره، ما دام لا يستطيع الإنكار لا بيده ولا بلسانه، هذا هو معنى الحديث، وفق الله الجميع.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم، إذًا كون إنكار المنكر درجات ينبغي لمنكر المنكر أن يتأمل تلك الدرجات؛ حتى لا يقع في الخطأ؟

الشيخ: نعم، عليه أن يتأمل حتى يقوم بما يلزمه، إذا كان ممن يستطيع كالهيئة المخولة في حدود تعليماتها أنكرت بالفعل، الأمير، الأب مع أهل بيته، السلطان، حسب القدرة، فالذي ليس عنده قدرة على الإنكار باليد؛ ينكر باللسان، يقول: لا، هذا لا يجوز، اتقوا الله! راقبوا الله! احذروا هذا الشيء! اتركوا هذا الشيء، ونحو هذا، بالأساليب الحسنة التي يعني يترتب عليها ترك المنكر والقناعة بلزوم الحق، فإذا عجز باليد واللسان؛ بقي القلب، يكره بقلبه، ويعلم الله من قلبه كراهة المنكر، ولا يحضر أهله، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة