الجواب:
شروط الخطيب أن يكون ذا علم، ذا بصيرة، أو يخطب من كتاب مأمون، قد وضعه أهل العلم والبصيرة، فيخطب منه على الناس، إذا كان صوته يسمع الناس، أو من طريق المكبر وكان عدلًا، أما إذا كان معروفًا بالمعاصي؛ فينبغي ألا يولى الخطابة، ينبغي أن يولى أهل العدل، وأهل الخير والفضل.
فالمقصود: أن الخطيب إذا كان مسلمًا؛ صحت صلاته، وصحة خطبته؛ إذا حصل المقصود بها، من وعظ الناس، وتذكيرهم من جهة نفسه لكونه عالمًا، أو من كتاب يحصل به المقصود مما ألف في خطب الجمعة؛ فلا حرج في ذلك، وينبغي للمسؤولين ألا يولوا إلا أهل الفضل والعدالة والاستقامة، لكن لو قدر أنه ذو معصية، وصلى بالناس؛ صحت صلاته على الصحيح، مادام مسلمًا، فالمعصية لا تبطل صلاته، ولا صلاة من خلفه، لا جمعة ولا جماعة، لكن المسؤولين المشروع لهم، والواجب عليهم أن يتحروا في ذلك، وأن يجتهدوا في تولية الأخيار، وألا يولوا على أمور المسلمين لا في الإمامة، ولا في الأذان، ولا في الخطابة؛ إلا من عرف بالخير والاستقامة والأهلية للخطابة؛ لأنه ذو علم وبصيرة وللإمامة؛ لأنه ذو فضل وبصيرة، وصالح للإمامة.
وهكذا في الأذان؛ لأنه ذو أمانة وعدالة وصوت حسن، فالمسؤولون يختارون لهذه المسائل، لهذه الوظائف من هو أهل لها، وإذا علموا أن هذا الرجل ليس صالحًا لهذه الوظيفة، إما لعي في لسانه، ما يصلح أن يكون خطيبًا، أو لأنه معروف بالمعاصي، أو بالبدعة؛ فلا يولى.
وهكذا الإمام لا يولى إذا كان معروفًا بالمعاصي، لا يولى على المسلمين إلا خيارهم وأفاضلهم، ومن هو صالح للإمامة لحسن تلاوته، وعدالته في نفسه، وكونه أهلًا للصلاة في طمأنينته، وأدائه حق الصلاة، وهكذا الخطيب يكون أهلًا لذلك كونه يحسن الخطابة، ولأنه ذو علم وفضل، أو لأنه يخطب من كتاب معروف معتمد من تأليف أهل العلم والبصيرة المعروفين بالاستقامة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.