حكم إطلاق لفظ سيدنا على النبي في الصلاة وخارجها

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من أحد الإخوة المستمعين عرضنا بعض أسئلته في حلقة مضت، وفي هذه الحلقة يسأل أخونا الإدريسي مولاي عبدالرحمن من المملكة المغربية، يسأل ويقول: هل يجوز لنا أن نسيد محمدًا ﷺ داخل الصلاة؟ وما حكم من يسيده داخل الصلاة؟ وما حكم من لم يسيده داخل الصلاة؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

المشروع في الصلاة عدم التسييد؛ لأنه لم يرد في النصوص، وإنما علمهم أن يقولوا -عليه الصلاة والسلام-: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

فالمشروع هكذا كما علمهم النبي ﷺ لكن لو أن الإنسان قال: اللهم صل على سيدنا محمد؛ لا بأس، لا حرج عليه؛ لأن محمد سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام- فمن قال؛ لا حرج عليه، ومن تركها لا حرج عليه.

والأفضل: الترك في التشهد، وفي الأذان، يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله، كما علم النبي ﷺ أصحابه ذلك، كان بلال يؤذن بهذا، وهكذا أبو محذورة، ولو أن مؤذنًا قال: أشهد أن سيدنا محمد رسول الله؛ صح، لكنه خلاف السنة، ما كان النبي ﷺ يقول هكذا، ولا علمنّا الصحابة ذلك. 

وإنما المشروع أن يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله في الأذان والإقامة، لكن لو قال: إن سيدنا محمد، هو صادق، هو سيده، لكن لم يشرع هذا، والمسلمون عليهم التقيد في العبادات؛ لأنها توقيفية.

فعلى المسلم أن يتقيد بالعبادة بما ورد عن الشرع، ولا يزيد، ففي التحيات يقول: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما جاء في النصوص، وفي الأذان يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله، وفي الإقامة كذلك.

وأما في غير هذا إذا قال: أشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله، أو اللهم صل على سيدنا محمد، فلا حرج في ذلك؛ لأنه سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام- قال -عليه الصلاة والسلام-: أنا سيد ولد آدم ولا فخر.

فالمقصود: هو أفضل الخلق -عليه الصلاة والسلام- لكن علينا أن نتقيد بما شرع لنا، لا نزيد، ولا ننقص؛ لأن هذا هو الذي ينبغي لنا؛ لقوله ﷺ في الحديث الصحيح يقول ﷺ: اللهم صل عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد من عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد.

فالتقيد بما علمنا إياه، وشرعه لنا هو الذي ينبغي لنا، ويقول ﷺ: إياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ويقول الرب : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ [الأحزاب:21] ويقول -جل وعلا: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21]. 

فالمشروع للمسلمين التقيد بما علمهم إياه نبيهم -عليه الصلاة والسلام- وما شرعه لهم في الأقوال والأعمال. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة