الجواب:
معنى الحديث أن الله قضى في سابق علمه أنه لابد من وقوع الذنوب حتى تظهر آثار مغفرته ورحمته سبحانه، واسمه التواب الغفور والعفو؛ لأنه -جل وعلا- لو لم يكن هناك ذنوب؛ لم يكن لمعنى العفو والغفور والتواب معنى، فهو سبق بقضائه وعلمه أن الجن والإنس يذنبون؛ فيتوب الله على من تاب، ويغفر الله لمن شاء، ويعفو عمن شاء .
وليس معناها الترخيص في الذنوب لا، الله نهى عنها وحرمها، لكن سبق في علمه أنها توجد، وأنه سبحانه يعفو عمن يشاء، ويغفر لمن يشاء إذا تاب إليه، فهذا فيه دلالة على أن هذا لابد منه؛ فلا يقنط المؤمن، لا يقنط، ولا ييئس، ويعلم أن الله كتب ذلك عليه، فليتب إلى الله، ولا ييئس، ولا يقنط، وليبادر بالتوبة، والله يتوب على التائبين.
فليس القدر حجة، ولكن عليك أن لا تقنط، وأن لا تيئس، وأن تتوب إلى الله سبحانه، وتعلم أن هذا شيء قضاه الله عليك، وعلى غيرك.
فلا تيئس، ولا تقنط، وبادر بالتوبة، والله يتوب على التائبين وقد سبق في علمه أنها تقع الذنوب من الجن والإنس، وأنه يتوب على من تاب، ويعفو عمن رجع إليه، ويعفو عمن يشاء ممن أصر فضلًا منه، وإحسانًا -جل وعلا- حتى تظهر آثار أسمائه الحسنى التواب الرحيم العفو الغفور. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.