الجواب:
إذا كان الشك فيما يتعلق بالله والدار الآخرة، أو الجنة والنار ونحو ذلك؛ فهذا كله من الشيطان، والرسول ﷺ لما سأله الصحابة عن هذا الذي يعرض لهم قال: قولوا: آمنت بالله ورسله قال: وليستعيذ بالله ولينته فقد وقع هذا في الصحابة، وسألوا النبي ﷺ قالوا: يقع لأحدنا ما لأن يخر من السماء أحب إليه من أن يتكلم به، فقال: تلك الوسوسة، ذاك صريح الإيمان لأن إنكار هذا الوسواس، واستعظامه من صريح الإيمان، ومن قوة الإيمان.
فالمؤمن إذا رأى مثل هذه الوساوس؛ أنكرها بإيمانه، وأنكرها بما أعطاه الله من البصيرة؛ لأنه يؤمن بالله واليوم الآخر، فيقول حينئذٍ: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا يضره ذلك، ولا يقدح في إيمانه، إذا جاهده بها بما قاله الرسول ﷺ آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هذا إذا كان فيما يتعلق بالله والدار الآخرة.
أما إذا كان يتعلق بالصلاة، الوسوسة في الصلاة؛ فليعمل الإنسان ما شرعه الله في الوسوسة، يتعوذ بالله من الشيطان، ويبني على اليقين في عدد الركعات إذا شك ثنتين، أو ثلاثًا، إذا شك هل صلى ثنتين، أم ثلاثًا؛ فيجعلها ثنتين؛ يكمل ويسجد السهو قبل أن يسلم، وإذا شك هل سجد سجدة، أو سجدتين؛ يبني على اليقين، ويأتي بالسجدة الثانية، ويكمل صلاته، ويسجد للسهو قبل السلام سجدتين.
وهكذا يعمل بالشرع فيما يتعلق بالسهو، وهكذا إذا شك هل توضأ، أو ما توضأ، يعمل بالأصل إن كان على طهارة، فهو على طهارة، والشك لا يبطلها، حتى يعلم يقينًا أنه أحدث، وإذا شك هو صلى، أو ما صلى، دخل الوقت، ولكن التبس عليه الأمر هو صلى، وإلا ما صلى؛ يصلي، الأصل عدم الصلاة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.