الجواب:
سجود السهو السنة أن يكون قبل السلام؛ لأنه جزء من الصلاة، فالسنة أن يكون قبل السلام، هذا هو السنة، إلا في حالين:
إحداهما: إذا سلم عن نقص ركعة، أو أكثر، ثم نبه، أو تنبه؛ فإنه يكمل صلاته، ويسلم، ثم يسجد للسهو، كما جرى للنبي ﷺ في قصة ذي اليدين، كمل الصلاة، ثم سلم، ثم سجد للسهو -عليه الصلاة والسلام- هذا هو الأفضل، وإن سجد قبل السلام؛ أجزأه، لكن هذا هو الأفضل، إذا سلم عن نقص ركعة، أو أكثر، ثم نبه، أو تنبه، وقضى ما عليه؛ فإنه يتمم الصلاة، ويسلم، ثم يسجد للسهو سجدتين، يكبر ويسجد، ويرفع ويكبر، هكذا يكبر عند السجود، وعند الرفع، وعند السجود الثاني، وعند الرفع، ثم يسلم.
الحال الثاني: إذا بنى على غالب ظنه، إذا بنى على غالب ظنه فإنه يكون السجود بعد السلام، هذا هو الأفضل؛ لما ثبت في الصحيح من حديث ابن مسعود أن النبي ﷺ قال: إذا شك أحدكم في صلاته؛ فليتحر الصواب؛ فليتم ما عليه، ثم ليسلم، ثم ليسجد سجدتين هكذا جاء في البخاري، إذا شك أحدكم في صلاته؛ فليتحر الصواب؛ فليتم ما عليه، ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين فإذا شك في ثلاث، أو أربع، أو غلب على ظنه أنها أربع، وتمم على أنها أربع؛ يكون سجوده بعد السلام أفضل.
وهكذا في الفجر وفي المغرب إذا بنى على غالب ظنه، صلى واشتبه هل الركعة التي هو فيها هي الأولى، أو الثانية في الفجر، وغلب على ظنه أنها الثانية؛ فإنه يكمل، ويسجد للسهو بعد السلام.
وهكذا في المغرب شك بعد الثانية، هل هي في الثالثة، أو الثانية، وغلب على ظنه أنها الثالثة؛ يكمل ويسجد للسهو بعد السلام.
المقصود: أن السجود للسهو إذا كان قد بنى على غالب ظنه يكون بعد السلام في جميع الصلوات الخمس، أما إذا كان لا، عنده تردد، وبنى على اليقين؛ فإن السجود يكون قبل السلام، هذا هو الأفضل، يسجد سجدتين قبل أن يسلم إذا بنى على اليقين، أما إذا بنى على غالب ظنه؛ فإن الأفضل يكون سجوده بعد السلام، وإن سجد قبل السلام؛ فلا حرج، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.