الجواب:
نوصي جميع الرجال بأن يتقوا الله في بناتهم، وأن يحرصوا على تزويجهن بالأكفاء ولو لم يكملن الدراسة متى جاءكم يشاورها وإذا رضيت زوجها، سواءً كانت في المتوسطة أو في الثانوية أو في الدراسة الجامعية، لا يرد الكفء، ما دامت المرأة توافق فإنه يزوجها ولا يمنعها الزواج حتى تكمل الدراسة، فإنه قد يفوت الكفء وقد تكمل الدراسة ولا تجد الكفء بعد ذلك.
فالواجب على الأولياء أن يتقوا الله وأن يزوجوا البنات متى جاء الكفء، متى خطبهن الكفء؛ لقوله ﷺ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير وفي لفظ: فساد عريض.
فالواجب على الولي متى جاء الكفء وخطب إليه أن يزوجه ولا ينظر إلى دراستها كملت، أو ما كملت ويشير عليها وينصحها بأن توافق حتى لو قالت: دعوني أكمل، لا، يقول لها: أنا أنصحك أن تقبلي، الرجل كفء ما هو على كل حال إننا نحصله متى أردناه، قد يذهب الكفء ولا يجيء كفء، فينصح لها حتى يزوجها ولو كانت في المتوسط أو في الثانوي إذا كانت أهلًا للزواج، سليمة قد عافاها الله يزوجها بنت خمسة عشر، أو أربعة عشر، أو ستة عشر لا بأس.
فالمقصود: يختار لها الرجل الطيب، فإذا خطبها الكفء فالواجب عدم التفريط فيه، والواجب على البنت أن تقبل أيضًا، وعلى الأب والأخ والعم أن يوافق على ذلك، على كلهم أن يحرصوا .. على الأولياء أن يحرصوا وعلى البنات أن يقبلن إذا جاء الكفء ولا يضيعنه من أجل الدراسة، بل الكفء غنيمة؛ ولهذا قال ﷺ: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير، هذا توجيه النبي ﷺ.
فعلى الآباء أن يتقوا الله، وعلى الأولياء جميعًا أن يتقوا الله وأن يزوجوا البنات متى خطبهن الأكفاء، ولو كن في الدراسة الثانوية أو المتوسطة، ولا يؤخروا تزويجهن لإكمال الدراسة الجامعية، فإن هذا فيه خطر، قد تكمل الدراسة ثم لا تجد الكفء، نسأل الله للجميع التوفيق والهداية، ونسأل الله للسائلة الزوج الصالح، نسأل الله أن ييسر لها الزوج الصالح وأن يوفق أباها لما فيه صلاحها وصلاح إخوتها، نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا يا سماحة الشيخ على هذا التوجيه المبارك.