هل يحتج على البدع بحديث: «من سن في الإسلام»؟

السؤال:

يقول السائل: كيف الرد على المبتدعة الذين يحتجون بقول الرسول ﷺ: من سن في الإسلام سنة حسنة وقول عمر بن الخطاب : نعمت البدعة هذه؟ 

الجواب:

جميع البدع كلها منكر، ومنهي عنها؛ لقوله ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد متفق على صحته، وقوله ﷺ: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد وقوله ﷺ: إياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة وكان يقول في خطبه ﷺ في الجمعة: أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

فالواجب الحذر من البدعة؛ لأنها شرع لم يأذن به الله، والله يقول سبحانه: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ [الشورى:21] هذا هو الواجب على كل مسلم.

أما قوله ﷺ: من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها هذا ليس معناه إحداث البدع، معناه: إظهار السنن، معناه إظهار السنن والدعوة إليها، مثل: بلد ليس عندهم قيام رمضان، فيدعوهم إليه، ويشجعهم عليه حتى قاموا رمضان، فيكون له مثل أجورهم، أو بلد لا يعرفون سنة الضحى، شجعهم عليها، وصلوا بأسبابه، أو تحية المسجد، فشجعهم عليها، وأخبرهم بالسنة؛ ففعلوها بأسبابه، يكون له مثل أجورهم، وهذا إحياء للسنن، وإظهار لها، ليس بدعة.

أما أثر عمر: «نعمت البدعة» فالمراد: من جهة اللغة، لما جمعهم على إمام واحد في التراويح، وكانوا في عهد النبي ﷺ يصلون متفرقين، النبي ﷺ صلى بهم بعض الليالي جماعة، ثم خشي أن تفرض عليهم، فأمرهم أن يصلوا في بيوتهم؛ لئلا تفرض عليهم، فلما توفي النبي ﷺ واستخلف عمر بعد الصديق؛ رأى عمر جمعهم على إمام واحد حتى يتساعدوا، ويتعاونوا، وقال: «نعمت البدعة» يعني: جمعهم على إمام واحد، نعمت البدعة من حيث اللغة، لا من حيث الدين. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة