كيفية بر المسافر لوالديه

السؤال:

المستمعة التي رمزت لاسمها بـ (م. م) تقول في هذا السؤال: سماحة الشيخ! كيف نكون بارين بوالدينا ونحن نعيش في بلد، وهم في بلد آخر؟ وإذا كان الوالد، أو الوالدة يصلون، ولكنهم لا يحافظون عليها في وقتها، أو يصلونها بسرعة جدًا، فماذا علينا ونحن بعيدين عنهم؟ 

الجواب:

على الولد النصيحة لوالديه، وبرهما حسب الطاقة؛ لقول الله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] إن كان حاضرًا بالكلام الطيب، والفعل الطيب، وإن كان غائبًا بالمكاتبة بالهاتف -التلفون- فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16] ينصح، يسلم عليه، يدعو له، في الكتابة، في التلفون، وإذا حضر يدعو له، ويشكره على أعماله الطيبة، وإذا رأى منه تقصيرًا في الصلاة، أو غيرها؛ نصحه بالعبارة الطيبة، وبالرفق، كما قال الله -جل وعلا-: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ [لقمان:14] وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا [لقمان:15] ثم قال بعده: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] وهما كافران، قال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15] فأمر الولد أن يصحب أبويه بالمعروف، وإن كانا كافرين، فكيف إذا كانا مسلمين؟

فالواجب على الولد ذكرًا كان، أو أنثى أن يتقي الله، وأن يبر والديه بالفعل والقول، إن كانا فقيرين وهو قادر؛ أنفق عليهما، وإذا أمراه أطاعهما في المعروف، وإذا دخل عليهما؛ سلم عليهما، واحترمهما، ودعا لهما، وإذا كانا غائبين؛ راسلهما بالمكاتبة، أو من طريق الهاتف، يدعو لهما، ويسلم عليهما.. وهكذا، يجتهد في أنواع الخير، وإذا كانا محتاجين؛ أنفق عليهما وهو قادر؛ لأن الله يقول: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16].

وقال رجل: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب وفي رواية قال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحبتي؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أبوك.

فالمؤمن يجتهد في بر والديه، ويخص الأم بمزيد عناية، ثم الأقرب فالأقرب، من أولاده، وإخوته، وأعمامه، وعماته، وأخواله، وخالاته، ثم الأقرب فالأقرب. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.  

فتاوى ذات صلة