الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد.
فقد ثبت عن الرسول ﷺ أنه قال: زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة وكان يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: السلام عليكم أهل الديار، من المؤمنين والمسلمين، وإنا -إن شاء الله- بكم لاحقون، نسأل الله لنا ولكم العافية، يرحم الله المستقدمين منا، والمستأخرين.
والحكمة من الزيارة أنها تذكر الإنسان بالموت، تذكره بالآخرة مع ما فيها من الإحسان للموتى، والدعاء لهم، والترحم عليهم، أما النساء فقد منعهن الرسول ﷺ من ذلك، كان الرسول ﷺ منع الجميع من الزيارة سابقًا في أول الإسلام، لما كان الناس حديثي عهد بشرك؛ منعوا، ثم أذن للجميع بالزيارة، ثم خص الله -جل وعلا- الرجال بالزيارة، دون النساء، بل جاء في الحديث: لعن رسول الله زائرات القبور من النساء.
والحكمة في ذلك كما قال أهل العلم -والله أعلم-: أنهن قليلات الصبر، وفتنة للرجال، فسد الله هذا الباب؛ لأنهن إذا زرن القبور قد لا يملكن أنفسهن من البكاء والعويل والصراخ، وقد يفتن الرجال الزائرين للقبور في الطريق، أو في المقبرة، أو في الرجوع، فالحكمة في ذلك -والله أعلم- كما قال أهل العلم أنهن فتنة، وأنهن قليلات الصبر، فلا يؤمن عليهن إذا شاهدن القبور -قبور آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأزواجهم- أن يقع منهن ما لا ينبغي من الصراخ والنحيب والنياحة وشق الثياب ونحو ذلك، ولا أيضًا يؤمن أن يفتن الرجال، أو يفتتن بالرجال الزائرين، والله -جل وعلا- هو الحكيم العليم، لا يمنع شيء إلا لحكمة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا سماحة الشيخ.