الجواب:
الآية على ظاهرها، الله سبحانه أرسل نبيه محمد ﷺ رحمة للعالمين، هو رسول الله إلى الجن والإنس.. إلى الجميع، كما قال تعالى: قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا[الأعراف:158]، وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[سبأ:28]، فهو رسول الله إلى الجميع، وهو رحمة الله إلى العالمين بأسباب رسالته وطاعة أوامره، ينزل الغيث وينتفع العالم كله؛ الدواب والشجر والجن والإنس والحيوانات، وتقوم الحجة على الكافر ويبلغ الرسالة فهو رحمة للعالمين جميعًا، فمن دخل في رسالته صارت الرحمة كاملة في حقه ودخل الجنة ونجا من النار، ومن لم يدخل قامت عليه الحجة وانتفت المعذرة وصار بذلك قد رحم من جهة بلاغه ومن جهة إنذاره حتى لا يقول: ما جاءني بشير ولا نذير، هذا نوع من الرحمة.
ثم ما يحصل من الخير من الغيث لينتفع به الكافر والمسلم، وما يحصل من الأمن بالعهود والمواثيق يحصل به الرحمة والخير للمسلم والكافر.. إلى أشباه ذلك من الخيرات التي تقع بأسباب هذه الرسالة حتى للكافر حتى للدواب، فهو رسول الله ﷺ رحمة للعالمين جميعًا، لكن من دخل في الإسلام واستقام على الدين صارت الرحمة في حقه أكثر وأكمل، ومن لم يدخل في دين الله ناله من الرحمة بقدر ما حصل له من الخير من غيث وأمن ورزق واسع بأسباب هذه الرسالة، ومن أمره في بلاده بالعهود والمواثيق التي بينه وبين المسلمين.. إلى غير ذلك من أنواع الرحمة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.