حكم صبغ المرأة شعرها بالسواد للزينة

السؤال:
رسالة وصلت إلى البرنامج من الإمارات العربية المتحدة باعثتها إحدى الأخوات من هناك تقول: أم مجاهد سودانية، أختنا لها جمع من الأسئلة، في أحد أسئلتها تقول: سمعت في البرنامج بتاريخ خمسة عشر ربيع الثاني ألف وأربعمائة وتسعة أحد العلماء أفتى في أن الصبغة للشعر بالسواد إذا كانت للزينة للمرأة المتزوجة لا مانع من ذلك، ولكن هنالك أحاديث تأمرنا باجتناب السواد، ولم تخصص المتزوجات أم غيرهن، والشيء الذي أعلمه أن هنالك أحاديث كثيرة فيها نهي عن أشياء تفعلها المرأة بقصد الزينة، ولم تذكر المتزوجة أو غير المتزوجة، فلماذا تصبغ المتزوجة فقط بالسواد، ولا تفعل الأشياء الأخرى من الزينة؟ وهل صحيح أن المتزوجة مباح لها الزينة المحرمة على غيرها من غير المتزوجات؛ كالصبغة بالسواد مثلاً؟ أفيدونا مأجورين جزاكم الله خيرًا.

الجواب:
الصواب: أن الصبغ بالسواد محرم مطلقًا، على المتزوجة وغير المتزوجة، وعلى الرجال والنساء؛ لقول النبي ﷺ في الحديث الصحيح: غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد، خرجه الإمام مسلم في صحيحه، ولو كان يباح في التغيير، بالسواد لأحد؛ لأباحه النبي ﷺ للصحابة ولوالد الصديق رضي الله تعالى عنهما، بل لما جيء إليه بوالد الصديق فرأى بياض لحيته ورأسه، قال: غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد، فالذي أفتى بإباحة السواد للمتزوجة لا أرى وجهًا لفتواه، ولا محل لها.
والواجب اجتناب السواد في حق المرأة والرجل، والمتزوجة وغير المتزوجة؛ عملًا بعموم الأحاديث الدالة على ذلك، ومن ذلك: ما رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: يأتي في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد، كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة، وفي الباب أحاديث عديدة كلها تنهى عن الصبغ بالسواد؛ لما فيه من التدليس، والتلبيس، والخداع.
فالذي أوصي به جميع الرجال والنساء: الحذر من تغيير الشيب بالسواد، وأما تغييره بالحناء والكتم، أو بالسواد المخلوط بشيء آخر؛ حتى لا يكون أسود، يكون بين السواد والحمرة، أو أحمر خالص، أو أصفر، هذا كله مشروع، والنبي عليه السلام قال: إن اليهود والنصارى لا يصبغون؛ فخالفوهم، فالسنة أن نخالفهم في الصبغ، لكن لا نصبغ بالسواد الخالص.
ونصيحتي لكل مسلم ولكل مسلمة: أن يعتني بسماع هذا البرنامج (نور على الدرب) في أوقاته؛ لما فيه من الفائدة العظيمة، وقد يشتبه عليه فتوى من بعض المشايخ، فيجد حلها في فتوى العالم الثاني في هذا البرنامج، وتزول عنه الشبهة، فهو برنامج عظيم الفائدة، يسره الله عز وجل على يد جماعة من أهل العلم.
فأنصح جميع إخواني في كل مكان، وجميع أخواتي في كل مكان بالسماع، بالسماع لهذا البرنامج والاستفادة منه، فهو درس عظيم كثير الفائدة، يسره الله لك أيها الأخ ولك أيها الأخت في الله وأنت في بيتك، وفي مجلسك، وعلى سريرك، وفي سيارتك، وهكذا كل أخت في الله يسر الله لها هذا البرنامج، وهي في بيتها وعلى فراشها، في غاية من الراحة، فينبغي حمد الله على ذلك وشكره على ذلك، والدعاء لمن قام بهذا البرنامج بالتوفيق والإعانة على كل خير، وأن يوفقوا للصواب في إصابة الحق، هكذا ينبغي للمؤمن مع إخوانه الذين تحصل له منهم فائدة، يدعو لهم بالتوفيق والسداد وعظيم الأجر. 
نسأل الله أن يوفق القائمين على هذا البرنامج لكل ما فيه صلاح المسلمين وسعادتهم، ونسأله سبحانه أيضًا أن يوفق الجميع لإصابة الحق الموافق لما قاله الله ورسوله. نعم.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 
فتاوى ذات صلة