الجواب:
استنبطها العلماء من الأدلة، من الأدلة الشرعية، فكون الإنسان يدرأ المفسدة أعظم من كونه يجلب المصلحة التي يتخيلها ويظنها، فإذا كان اجتماعه بزيد أو بعمرو يترتب عليه شر، فيترك هذا الاجتماع الذي يخشى منه شر، وإن كان يرجو فيه مصلحة بأنه يعطيه فلوسًا، أو يدعو له، أو ما أشبه ذلك، لكن إذا كان يترتب عليه سوء ظن، أنه يظن به شر أن هذا الرجل الذي يحب أن يجتمع به مشهور بالشر، أو بشرب المسكر، أو بتعاطي ما حرم الله من اللواط، أو ما أشبه ذلك، يبتعد عن ما يظن به السوء من أجله.
وكذلك إذا كان تعاطيه بسلعة معينة يجر عليه شرًا، يبتعد عنها، وهكذا إذا كان ذهابه إلى حارة من الحارات يجر شرًا يبتعد، ولو كان فيها مصلحة.... يزور مريضًا، أو يتصدق على أحد ما دام دخول هذه الحارة داخلها يتهم بالشر والفساد لا يذهب، درء المفسدة مقدم على المصلحة، وهكذا، ما أشبه ذلك.