حكم ترك المرأة للحجاب بحجة انتقاد الناس

السؤال:

في آخر أسئلة هذه السائلة من اليمن تقول: سماحة الشيخ نحن نعلم بأن الحجاب واجب على المرأة، ولكن بعض النساء لا يتحجبن، ويقلن: نعلم أنه واجب، ولكن لا نستطيع على ذلك، ونخاف أن يتكلم الناس علينا بأقوال غير مستحبة، ونستحي منهم، ويقلن أيضًا: بأننا واثقات من الله ، وأملنا بالله كبير، والله غفور رحيم، فما هي نصيحتكم لمثل هؤلاء النسوة سماحة الشيخ؟

الجواب:

الواجب على النسوة التحجب، والأخذ بتعاليم الشرع، والاستقامة على ذلك، ولا يجوز لأحد أن يخالف الشرع بمعنى أنه يحسن الظن بالله، أو من أجل مجاملة فلان أو فلان، أو لئلا ينتقدها فلان، هذا غلط ومنكر، يجب الأخذ بالشرع والتمسك بالشرع ولو قال فلان كذا أو كذا، ولو انتقدها الناس وقالوا: إنها كذا، وإنها متحجرة، أو إنها غالية، أو إنها مشددة، هذا لا يهمها، الله يقول سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] جعلها طهارة لقلوب الجميع، وقال سبحانه في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية.

فالواجب على المرأة التحجب والتستر عن الأجنبي، أما عن زوجها ومحارمها فلا بأس أن يروا وجهها ويديها لا بأس، أما أن تكشف للأجناب؛ لأخي زوجها، أو لابن عمها، أو لجيرانها، أو لجلسائها لا يجوز، بل يجب التستر والبعد عن الريبة والخطر، ولا تجوز الخلوة أيضًا بالرجل الأجنبي، وليس لأحد أن يترخص بمجاملة، أو بأن الله عفو غفور، أو ما أشبه ذلك، فهو سبحانه عفو غفور وهو شديد العقاب أيضًا ، كما قال : نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۝ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ [الحجر:49-50] وقال سبحانه: غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ [غافر:3].

فالواجب على جميع المؤمنين والمؤمنات الأخذ بتعاليم الشرع، والتمسك بتعاليم الشرع، وأداء فرائض الله، والحذر من محارم الله، ولو كره الناس، ولو انتقدهم الناس، فالله أحق أن يستحيا منه، وأحق أن يؤخذ بأمره، وأن ينتهى عما نهى عنه ، نعم.

فتاوى ذات صلة