توجيه بأن يتفقه المسلم قبل أن يتلبس بالعبادة

السؤال:

نبدأ برسالة محمد بن ناصر الصالح من القصيم، يقول محمد في رسالته: سمعنا في حلقة من حلقات البرنامج (برنامج نور على الدرب) وأعتقد أنها الماضية لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، وكثير من هذه الأسئلة كان من المفروض للحجاج أن يرسلوها أو للمسلمين أن يرسلوها قبل أن يتلبسوا بالعبادة، لا أن يرسلوها بعدما يتلبسون بالعبادة، ويخطؤون، فما موقف الإسلام من ذلك؟

وما رأي الشيخ جزاه الله عنا خيرًا؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم. 

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

هذا هو الواجب، الواجب على المسلم أن يسأل قبل التلبس بالعبادة يسأل عن أمور دينه، ويتفقه في دينه قبل أن يتلبس بالعبادة، يسأل عن أمور الحج قبل أن يحرم، يسأل عن أمور الصلاة قبل أن يشرع في الصلاة، يسأل عن أمور الصيام قبل الشروع في الصيام إذا تيسر ذلك، يعني: لا يغفل، بل يبادر ويسارع إلى السؤال قبل الشغل في العبادات، لكن لو قدر أنه فرط وتساهل، ولم يسأل إلا بعد ذلك فلا حرج، المهم أنه تعلم، مثلما قال النبي ﷺ: من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة وقال -عليه الصلاة والسلام-: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين.

فالواجب على أهل الإسلام أن يتعلموا ويتفقهوا قبل أن يقعوا في الخطأ في عباداتهم، في صلاتهم، في صومهم، في حجهم، في جهادهم، في جميع أمورهم، لكن لو قدر أنه غفل وسأل بعدما صلى يعني عما جرى له في صلاته، أو عما جرى في صيامه، كل هذا طلب علم، كله واجب متعين، الله قال: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] قبل العبادة وبعدها، قبل التلبس، وبعد التلبس، لكن كونه يتأهب، كونه يسأل قبل أن يتلبس، كونه يعد نفسه إعدادًا كاملًا، حتى إذا شرع في العبادة، إذا هو يؤديها عن علم وعن بصيرة، هذا هو الواجب، وهذا هو الطريق السليم، نعم.

فتاوى ذات صلة