الجواب:
الحديث صحيح، رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين وغيرهما، ولفظه: يقاتل المسلمون اليهود، فينصرون عليهم، حتى يقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبدالله، هذا يهودي تعال فاقتله أو قريب من هذا اللفظ.
فالمقصود: أنه ثابت عن رسول الله ﷺ، وأن المسلمين يقاتلون اليهود، وأنهم ينصرون عليهم حتى إن الحجر والشجر يقول للمسلم: يا عبدالله، تعال هذا يهودي تعال فاقتله.
أما كون ذلك في وقتنا هذا محل نظر، فإن الذي يقاتلهم المسلمون، والمقاتلون الآن ليسوا على المستوى الكامل من جهة الإسلام، فيهم المسلم وفيهم غير المسلم، وليس هناك تطبيق فيما بلغنا من المسلمين هناك للشريعة المطهرة كما ينبغي، بل هناك العاصي، وهناك الكافر، وهناك المسلم المستقيم، فالقتال الذي أخبر به النبي ﷺ يكون من المسلمين الملتزمين المستقيمين، فلهذا ينصرهم الله على اليهود بسبب استقامتهم على دين الإسلام ونصرهم لدين الله، فيحتمل أن يكون هذا بعد وقت تتحسن فيه أحوال المسلمين، ويجتمعون على الحق والهدى فينصرون عليهم، ويحتمل أن هذا في وقت عيسى كما هو معلوم، فإنه في وقت عيسى يقتل اليهود، وينصر الله عيسى والمسلمين عليهم، ويقتل الدجال هذا لا شك في وقت عيسى، لكن يحتمل أن يقع قبل عيسى، وأن المسلمين تتحسن أحوالهم وتستقيم أمورهم على شريعة الله، ويقودهم أمير صالح، أو إمام صالح يقودهم إلى الحق والهدى، ويستقيمون على شريعة الله، ثم يتوجهون لقتال اليهود، فينصرون عليهم، هذا كله محل احتمال.
أما في وقت عيسى فلا شك أنه يقتلهم، وأنه ينصر عليهم -عليه الصلاة والسلام- مع المسلمين عند قتله للدجال، نعم.