الجواب:
الرجل الذي يحصل منه بعض الأغلاط في القراءة له أحوال، تارة يكون غلطه لا يؤثر في المعنى، ولا يحيل المعنى، فهذا أمره أوسع، وتارة يكون غلطه يحيل المعنى، وتارة يكثر، وتارة يقل.
فالسنة في هذا أن يتولى الإمامة الأقرأ والأجود هذا هو السنة، كما قال النبي ﷺ: يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله، السنة أن يؤمهم أقرؤهم، وأجودهم قراءة، وأكثرهم قرآنًا، وهذا يرجع إلى ولاة الأمور الذين لهم الحل والعقد في أمر المساجد والأئمة، عليهم أن يولوا الأفضل، فالأفضل في قراءته وعلمه ودينه وعدالته.
وإذا وجد أهل المسجد أن إمامهم يلحن كثيرًا، ففي إمكانهم أن ينصحوه، بأن يستقيل، أو يعلموه لعله يستفيد ويزول لحنه ويستقيم، أو يتكلم مع مسئولين في الأوقاف حتى يزيلوه ويعينوا غيره.
وبكل حال، فالواجب على أهل المسجد أن يعنوا بالموضوع، وألا يتساهلوا، وإذا أمكن تفقيه الرجل وتعليمه وإرشاده من أهل العلم حتى يفقه القراءة الطيبة، وحتى يزول ما به من خطأ، فالحمد لله.
وإذا أصر على لحنه وغلطه، فإن كان غلطه يحيل المعنى وجب عزله، ولا تصح صلاته، إذا كان في الفاتحة، مثل أن يقرأ: صراط الذين أنعمتُ عليهم هذا لحن فاحش، أو يقرأ: أنعمتِ عليهم هذا لحن فاحش، تبطل معه الصلاة إذا تعمده.
لكن إذا كان يغلط جهلًا يُعلم ويوجه، ولو في الصلاة، فإذا اعتدل وقرأها: أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ [الفاتحة:7] استقام صحت، أو قال: إياكِ وعلموه، وقال: إِيَّاكَ [الفاتحة:5] فقرأها كما قالوا واعتدل فلا بأس.
أما إذا كان ما يعرف إلا أنعمتُ أو أنعمتِ هذا يعزل، ولا تصح قراءته، ولا تصح صلاته بهم، أما هو في نفسه فإذا عجز صلاته تصح في نفسه، ولكن عليه أن يتعلم، عليه أن يجتهد، حتى يعدل لسانه، وحتى يستقيم في قراءته.
أما اللحن الخفيف، مثل قال: الحمدَ لله رب العالمين أو قال: الحمدِ لله رب العالمين هذا ما يضر المعنى، أو قال: الحمد لله ربَّ العالمين أو: الرحمنَ الرحيمَ هذا ما يضر المعنى، لكن يعلم ويوجه، فإن استقام الحمد لله، وإلا أمكن أن يقولوا للمسؤولين يغيروه، أو يصطلح الجماعة إذا كان المسجد ما يتبع الأوقاف يصطلحون على إنسان أفضل منه، نعم.
المقدم: لكن هل على الإنسان الأفضل أن يأبى الإمامة؟
الشيخ: إذا احتيج إليه ما ينبغي أن يأبى، إذا احتيج إليه، ينبغي له الموافقة، وقد تجب عليه الموافقة إذا احتيج إليه، نعم.