الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فلا ريب أن حق الوالد عظيم، وبره واجب، وننصحك بأن تعامله بالتي هي أحسن، وتلتمس الزواج في جهة أخرى من بنات اليمن الموجودات في المملكة، أو في اليمن الشمالي، وتحسن إليه إذا كان فقيرًا بما يتيسر، إذا كان فقيرًا تحسن إليه بما يسر الله لك، وتخاطبه بالتي هي أحسن؛ لأن البر بالوالدين أمره عظيم، والله سبحانه يقول: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[الإسراء:23] والنبي ﷺ لما سئل: أي العمل أفضل؟ قال: الصلاة على وقتها قيل: ثم أي يا رسول الله؟ قال: بر الوالدين قيل: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله فجعل بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله، فبرهما عظيم، وأمر لازم.
فنوصيك بالإحسان إليه، ومخاطبته بالتي هي أحسن، والدعاء له بالهداية والتوفيق، وحسن الخاتمة، وتترك الخطبة من الناس الذين حوله، لعلك تجد امرأة أخرى في جهة أخرى، والنساء كثير، في اليمن الشمالي في المملكة العربية السعودية حتى لا يحصل بينك وبين أبيك ما لا تحمد عقباه، وإن تيسر أن الذين خطبت منهم يتوجهون بها إلى المملكة، وتزوج هنا في المملكة بها فهذا خير كبير، وفيه مصلحة لك وراحة من المشاقة لأبيك، نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.
وبكل حال نوصيك بالرفق بوالدك، والإحسان إليه، والتماس الطريق الصالحة التي تمكنك من الزواج من دون مشقة بينك وبين أبيك، سواء بالبنت التي خطبتها أو بغيرها، نسأل الله لك التيسير والتسهيل.
المقدم: لكن فعل والده بأن ادعى وفاة ابنه طمعًا في الحصول على المال؟
الشيخ: هذا منكر، كلام والده غلط، كونه كذب عليه، وكونه يمنعه من الزواج، هذا ظلم من والده غلط، لكن الوالد يُتحمل، يُتحمل ولو جرى منه هذا الغلط وهذا المنكر، لا بد من التحمل.
المقدم: إنما هو مخطئ في عمله هذا.
الشيخ: مخطئ لا شك، نعم.
المقدم: بارك الله فيكم.