الجواب:
صلاة الكسوف سنة مؤكدة، إذا كسفت الشمس أو القمر شرع للمسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف، وقد بينها النبي ﷺ بفعله وبقوله -عليه الصلاة والسلام-، فالسنة فيها أن تصلى ركعتان بقراءتين وركوعين وسجدتين، هذا هو السنة الذي فعلها النبي ﷺ، فيكبر ويقرأ قراءة طويلة بعد الاستفتاح، ثم يركع ويطيل، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة ويقرأ بعدها ما تيسر ويطيل، لكن دون القراءة الأولى، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع الأول، ثم يرفع ويطيل لكن دون الرفع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقوم فيقرأ ويطيل، لكن دون القراءة السابقة، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع السابق، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة، وما تيسر معها، ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع بعد الركوع الثاني ويطيل بعض الإطالة مما قبله، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقرأ التشهد التحيات والصلاة على النبي ﷺ والدعاء، ثم يسلم.
ثم يُذكِّر الناس، ويخطب الناس، ويبين لهم شرعية صلاة الكسوف، ويذكرهم بالله ويأمرهم بالإكثار من التكبير عند رؤية الكسوف، والصدقة، وعتق الرقاب، والصلاة؛ لقوله ﷺ: إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا، فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره فأمر بالتكبير والعتق عند الكسوف -عليه الصلاة والسلام-.
فالسنة للمسلمين عند الكسوف الإكثار من ذكر الله، وتكبيره، واستغفاره، والصدقة، والعتق.
والصلاة التي فعلها ﷺ وأمر بها، قراءتان وركوعان وسجدتان، كل قراءة دون التي قبلها، كل ركوع دون الذي قبله، ويطيل في السجدتين إطالة لا تشق على المأمومين، لا تشق على الناس حسب الاستطاعة حسب التيسير، لكنها صلاة متميزة عن غيرها في بالطول، خوفًا من الله وتعظيمًا له؛ لأن الرسول قال: إن الله يرسل الكسوف تخويفًا لعباده، وقال: إن الشمس والقمر لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يكسفهما يخوف بهما عباده؛ فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشفان وفي اللفظ الآخر: إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره.
وأمر بالتكبير عند الكسوف وبالعتق وبالصدقة، فالمؤمن وهكذا المؤمنة يشرع لهما الصلاة والصدقة والاستغفار، والإكثار من الذكر عند رؤية الكسوف، وينادى لها: الصلاة جامعة، ينادى لها على المنارات، أو في المكبرات: الصلاة جامعة.. الصلاة جامعة، يكررها مرتين ثلاثة أكثر؛ حتى يبلغ الناس، هكذا أمر النبي ﷺ أن ينادى لها: الصلاة جامعة، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.