تفسير قوله تعالى: {وإن منكم إلا واردها}

السؤال:

أما الآن فننتقل إلى رسالة المستمعة: أم معاذ، تقول في رسالتها: ما معنى قوله تعالى: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا [مريم:71]؟ وهل حقًا أن المؤمن التقي يدخل النار ويعذب؟

الجواب:

الآية فسرها النبي ﷺ، وأن المراد بالورود: المرور على الصراط، فالكل يمر على الصراط، والصراط: منصوب على متن جهنم، فالكافر لا يمر يسقط في النار، يساق إلى النار، ويدخل في النار، نسأل الله العافية، والمؤمن ينجو، ولا يسقط فيها؛ ولهذا قال سبحانه: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا ۝ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم:71-72] فالكفار يساقون إليها، والمسلمون يمرون على الصراط وينجون.
ومن المسلمين من يخدش، ثم ينجو، ومنهم من يسقط في النار بأسباب معاصيه.

فهذا يوجب الحذر، وأن يستقيم المؤمن على تقوى الله، ويحذر معصيته حتى ينجيه الله من النار حال المرور، وقبل المرور.

والمقصود: أن الورود هو: المرور، فيمر المتقون والمؤمنون ولا يضرهم شيء والحمد لله.

وأما الكافرون فلا يمرون، بل يساقون إلى النار، وقد يسقط بعض المارين من المسلمين بأسباب معاصيهم، فيبقى في النار ما شاء الله، ثم يخرجه الله من النار بأسباب موته على التوحيد والإسلام، هذا الذي عليه أهل السنة والجماعة: أن العصاة يدخل بعضهم النار، ويعذبون فيها بسبب معاصيهم، لكن لا يخلدون، بل لهم أمد ينتهون إليه، فإذا تم الأمد وانتهى ما قسمه الله، وما قدره الله عليهم من العذاب يخرجون من النار إلى الجنة، ولا يبقى في النار إلا الكفار، يخلدون فيها أبد الآباد، نعوذ بالله من ذلك.

وأما المتقون فإنهم يمرون، ولا يسقطون، كما قال -جل وعلا-: ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا [مريم:72] نسأل الله السلامة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة