الجواب:
هذا الموضوع فيه خلاف بين أهل العلم، والصواب أن ستر الوجه واجب عند الأجنبي، إذا كان في المكان الأجنبي ليس محرمًا لك؛ فالواجب غطاء الوجه، هذا هو الواجب؛ لأن المرأة عورة، فيجب عليها الستر في جميع بدنها عند الأجنبي، يعني: غير المحرم، كأخي زوجك، وابن عمك، وغيرهم من الجيران، أو غيرهم ممن ليس بمحرم، والحجة في هذا قوله : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] ولم يقل: إلا الوجه والكفين.
بل أطلق وأخبر أن هذا أطهر لقلوب الجميع، والفتنة بالوجه أشد من غيره؛ لأنه مظهر الزينة، وبه يعلم جمال المرأة، وعدم ذلك، وقال في سورة النور: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ [النور:31] والزينة تشمل الوجه، واليد، والقدم، والساق، والرأس، وغير ذلك، وأعظم الزينة الوجه؛ لأنه مظهر الجمال وضده، وإذا كان فيه تجميل من الكحل، وتخضيب الشفاه، وغير ذلك؛ كان أشد وأشد في الفتنة.
فالمقصود: أن الأصح من قولي العلماء: وجوب ستر الوجه عن الأجنبي، نعم. ولو بالبرقع التي تظهر منه العين، أو العينان، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.