حكم الصلاة على النبي ﷺ في التشهد

السؤال:

يقول قرأت في كتاب أن التشهد الأول إضافة إليه تقرأ معه الصلاة الإبراهيمية، معنى ذلك: أن التشهد الأول والأخير لا يختلفان إلا في التعوذ من الأربع التي أمر بها الرسول ﷺ والدعاء كذلك قرأت لأحد العلماء الثقات -بإذن الله- أن عدم قول: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد فقط في التشهد الأول، ومن باب أولى في التشهد الثاني تبطل الصلاة؛ لأن ذلك واجب، فما قولكم؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

أما في التشهد الأول فالأفضل أن يصلي على النبي ﷺ لعموم الأحاديث لما سئل ﷺ قيل: يا رسول الله! أمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك -وفي لفظ قال: في صلاتنا- قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم قال: والسلام كما علمتم يعني: في قوله: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته.

فهذا يدل على أنه مشروع في التشهدين الأول والأخير، هذا هو الصواب، والأكثرون على أنه في الأخير فقط الأكثر من أهل العلم على أنه في التشهد الأخير. 

ولكن الصواب أنه يستحب في التشهد الأول؛ لعموم الأحاديث، وعدم التفصيل، أما في التشهد الأخير فهو مشروع بلا شك.

وقد اختلف العلماء في وجوبه، فقال بعض أهل العلم: إن الصلاة على النبي ﷺ واجبة في التشهد الأخير، وقال بعضهم ركن، فينبغي أن يحافظ عليها المؤمن، وأن لا يتركها في التشهد الأخير.

أما الدعاء فهذا مختص بالتشهد الأخير؛ لأنه ﷺ كان يدعو في التشهد الأخير -عليه الصلاة والسلام- يقول أبو هريرة : "كان النبي ﷺ إذا فرغ من التشهد الأخير استعاذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر" إلى آخره، هذا يكون في الأخير، التعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا، والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، هذا يكون في التشهد الأخير الذي قبل السلام، وهكذا بقية الدعاء، كونه يدعو الله، اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، هذا كذلك في التشهد الأخير. 

وهكذا غيره من الدعاء اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم أو يقول: اللهم اغفر لي، ولوالدي ولجميع المسلمين أو اللهم أصلح قلبي، وعملي أو اللهم اغفر لي، ولجميع المسلمين الدعوات كلها تكون في التشهد الأخير، قبل السلام، وإنما الخلاف في الصلاة على النبي ﷺ هل يأتي بها في الأول، أو ما يأتي بها، فالأكثرون على أنها تختص بالأخير، والصواب أنها تقال في الأول والأخير؛ لأن الأحاديث عامة عن النبي ﷺ نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة