الجواب:
هذا العمل منكر، لا يجوز لك أن تتساهل بصلاة الفجر، ولا بغيرها، بل يجب على المسلم والمسلمة الصلاة في الوقت، وليس للمسلم، ولا للمسلمة تأخير الصلاة عن وقتها، لا الفجر ولا غيرها، بل هذا من خصال أهل النفاق، قال الله في أهل النفاق: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى [النساء:142].
فأنت بهذا العمل، عملك أردى من عمل المنافقين، هم يقومون وأنت ما قمت، أخرتها إلى بعد الشمس، فالواجب عليك أن تصلي في الوقت، وأن تكون نشيطًا قويًا، وأن تصليها مع الجماعة، ولا تتشبه بأهل النفاق، قال النبي ﷺ: أثقل الصلاة على المنافقين: صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما يعني: من الأجر لأتوهما ولو حبوا وقال النبي ﷺ: من سمع النداء فلم يأت؛ فلا صلاة له إلا من عذر قيل لابن عباس ! ما هو العذر؟ قال: مرض أو خوف.
وجاء إليه ﷺ رجل أعمى، فقال: يا رسول الله! ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد -وفي لفظٍ: يقودني إلى المسجد- فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال له -عليه الصلاة والسلام-: هل تسمع النداء بالصلاة؟ -يعني: الأذان- قال: نعم، قال: فأجب أمره النبي ﷺ أن يجيب وهو أعمى، ليس له قائد يقود إلى المسجد، فكيف بالصحيح البصير، يكون الأمر عليه أعظم.
فالواجب عليك أن تتقي الله، وأن تصلي مع الجماعة، وأن تبادر بالصلاة في وقتها.
والذي يتعمد تأخيرها عن وقتها؛ يكفر عند جمعٍ من أهل العلم؛ لأنه متعمد تركها، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة وقال -عليه الصلاة والسلام-: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها؛ فقد كفر فظاهر هذا الحديث أن من تعمد تركها حتى تطلع الشمس بغير عذر؛ يكون كافرًا، نسأل الله العافية.
فالواجب الحذر، وأن تصلي في الوقت، وأن تصلي مع الجماعة في المسجد، وعليك أن تفعل الأسباب التي تعينك على ذلك، عليك أن تعتني بالأسباب المعينة على قيامك إلى الصلاة، وذلك بالنوم المبكر، عليك أن تنام مبكرًا، حتى لا تكسل عن الفجر، وعليك أن تحتفظ بالساعة التي تسمع صوتها، ساعة الخراش التي تعينك على ذلك، توكدها على قرب الفجر حتى إذا خرشت؛ قمت، سمعت صوت المنبه، أو يكون عندك امرأة تعينك على ذلك، أو أبوك، أو أخوك.
المقصود: لابد من القيام للصلاة، سواء بإيقاظ بعض أهلك، أو بوجود الساعة التي توكدها ... على قرب الوقت، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.