الجواب:
الغلو في الدين الزيادة، يقال: غلت القدر إذا زادت، الغلو معناه الزيادة، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين والله يقول سبحانه: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ [النساء:171] يعني لا تزيدوا، يعني لا يزيد على ما شرع الله.
مثل محبة الأنبياء حق، ومحبة الصالحين حق، فإذا زاد في هذا حتى يدعوهم مع الله، وحتى يستغيث بهم، حتى ينذر لهم، هذا ظلم، يحبهم، ويطيع الله -جل وعلا- الطاعة التي أمر بها، ويسير على نهجهم، لكن لا نزيد حتى نعبدهم، لا.
حب الأنبياء، وحب الصالحين، لكن لا نزيد، لا نغلو حتى نجعلهم آلهة مع الله، لا، ولكن نتبع الرسل، رسولنا ﷺ وننقاد لما جاؤوا به من دون غلو، من دون زيادة، فإن العبادة حق الله وحده فلا نغلو في قبورهم، لا نبني عليها المساجد، ولا نحط عليها القباب، ولا ندعو أهلها بالمدد، هذا غلو، ولكن نقبرهم كما قبر المسلمون في عهد النبي ﷺ وبعده في الأرض، ولا نرفع قبورهم، ولا نبني عليها، هذا هو الحق، هذا هو الشرع، فإذا زاد على هذا صار غلوًا.
والغلو تارة يكون بدعة، وتارة يكون شركًا، الغلو بعض الأحيان يكون بدعة، الذي يبني على القبور، وبناء المساجد عليها، وبناء القباب عليها، هذه بدع، ودعاؤهم من دون الله، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، هذا شرك، نسأل الله العافية.