الجواب:
نوصيك بالوالدة خيرًا، نوصيك أيها الأخ بالوالدة خيرًا، وأن تعفو عما يقع منها، وأن تخاطبها بالتي هي أحسن، وتطلب منها السماح، والعفو عما قد يقع منك، أو من زوجتك، وإذا فضلت بعض الزوجات لأجل ما يحصل من دراهم من عندهم، لا حرج عليها في مقابلة المعروف بالمعروف إذا كان يعطونها من رواتبهم، وتفضلهم ببعض الشيء لأجل ما يحصل منهم من المساعدة لها لا بأس، فالرسول ﷺ يقول: من صنع إليكم معروفًا؛ فكافئوه فإذا كافأتهم بكلام طيب، أو بهدية، ولم تعط زوجتك مثلها؛ فلا بأس، لأنهم أحسنوا إليها.
المقصود: أن عليك أن تعامل الوالدة بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن، وتوصي زوجتك بالكلام الطيب، والأسلوب الحسن مع الوالدة، وما حصل من الوالدة من بعض التفضيل للزوجات -زوجات إخوتك- لا حرج فيه، إذا كان للأسباب التي ذكرت.
وفي كل حال حتى لو أخطأت عليك الوالدة، وحتى لو سبتك عليك بالرفق، والكلام الطيب، وطلبها العفو، والسماح عنها؛ لأن حقها عظيم، حق الوالدين عظيم، وحق الأم أكبر، قال رجل: يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب فالأم لها شأن عظيم.
فعليك أن تحرص على رضاها، وعلى معاملتها بالتي هي أحسن، وإن أساءت إليك، وإن تعدت عليك، وإن.. عليك أن تصفح، وتعفو عنها، وتطلب رضاها دائمًا، وهكذا زوجتك، عليها أن تجتهد في المعاملة الطيبة مع أمك، أصلح الله حال الجميع.
المقدم: اللهم! آمين، جزاكم الله خيرًا، الواقع سماحة الشيخ! كما تفضلتم كثيرًا ما يصل شكاوى من الزوجات من أمهات الأزواج لعلها مناسبة كريمة أن تتفضلوا بتوجيه الزوجات كيما يكن عونًا للأزواج على البر بالأمهات؟
الشيخ: نعم، الواجب على الزوجات أن يتقين الله وأن يحرصن على إصلاح الحال بين الرجل، وأمه، وأبيه، وألا يكن سببًا للفساد، والشر، والعقوق، والواجب على الولد أن يتقي الله في أبيه، وأمه، وأن يبرهما، وأن يحسن معاشرتهما، وملاطفتهما، حتى ولو أساءا إليه، حتى ولو ضرباه؛ يجتهد في إرضائهما، وطلب السماح منهما، قال الله -جل وعلا- في كتابه الكريم: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان:14] وقال سبحانه: وَإِنْ جَاهَدَاكَ [لقمان:15] يعني الوالدان وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَاا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا [لقمان:15].
أمر بمصاحبتهما بالمعروف وإن كانا كافرين لعظم حقهما، قال: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا لكن لا تطعهما في المعصية والشرك، لا يطاع أحد في المعصية والشرك، لكن تجتهد في العبارات الطيبة، والأسلوب الحسن، في الاعتذار إليهما، وعدم السمع، والطاعة لهما في المعصية، وأن هذا لا يجوز لك، وأن الرسول ﷺ نهاك عن الطاعة في المعاصي لأحد من الناس، وتجتهد في دعوتهما إلى الخير، وترغيبهما في الخير، وهكذا زوجتك تجتهد في المعاملة الطيبة مع والديك، حتى لا تكون أنت سببًا لعقوقه إياهما، أو سببًا لتعديهما عليك، أنت وزوجتك عليكما العناية بحق الوالدين، والحرص على إكرام الوالدين، والسمع والطاعة لهما في المعروف، وعدم الإساءة إليهما، وإذا أخطأا عليك، أو على الزوجة؛ فاجتهد في إظهار السماح، والعفو، والصفح، وأحسن معهما الخلق والكلام.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم.