ما حكم توزيع الأطعمة والتهنئة في يوم المولد؟

السؤال:

من ليبيا المستمع (س. ف. ك) رسالة ضمنها بعض الأسئلة في أحد أسئلته يقول: عندنا عادة، وهي في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول نعمل وجبة إفطار منذ الصباح الباكر، ونقوم بتوزيعها على الجيران، ونحن نهنئ الجيران والأقرباء بعضهم بعضًا بحجة الفرح بالمولد النبوي، فهل لنا أن نستمر في عمل هذه الأطعمة، والأكل منها، ونعمل تلك الاحتفالات؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

هذا العمل ليس مشروعًا، بل هو بدعة، ولو فعله الكثير من الناس؛ لأن النبي ﷺ وأصحابه لم يفعلوا ذلك، فلم يحتفل ﷺ بمولده في حياته، ولم يأمر بذلك، وهو أنصح الناس -عليه الصلاة والسلام- هو أنصح الناس، وأعلم الناس، وأحرص الناس على الخير -عليه الصلاة والسلام- فلو كان هذا العمل مشروعًا، وحسنًا لفعله ﷺ أو أرشد إليه.

وهكذا الخلفاء الراشدون، وهم أفضل الناس بعد الأنبياء لم يفعلوه، ولم يأمروا به، وهكذا الصحابة بقية الصحابة -رضي الله عنهم- لم يفعلوه، ولم يأمروا به، وهكذا سلف الأمة في القرون المفضلة لم يفعلوه، وهم خير الناس بعد الأنبياء، كما قال -عليه الصلاة والسلام-: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم.

فالواجب عليكم ترك هذه البدعة، والحرص على اتباع النبي ﷺ في أقواله وأعماله، هذا هو الواجب على المسلمين أن يتبعوه، وينقادوا لشرعه، ويعظموا أمره ونهيه، ويسيروا على سنته ونهجه، عليه الصلاة والسلام.

أما البدع فلا خير فيها، فهي شر، يقول -عليه الصلاة والسلام-: من عمل عملًا ليس عليه أمرنا؛ فهو رد يعني: فهو مردود، ويقول ﷺ: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه؛ فهو رد متفق على صحته، وفي صحيح مسلم عن جابر قال: كان النبي ﷺ يقول في الخطبة -خطبة الجمعة- أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.

فهذا العمل الذي فعلتم من إهداء الطعام، أو الاحتفال بغير ذلك، في اليوم الثاني عشر من ربيع أول بالطعام، أو بالصلوات، أو بالتزاور كله بدعة لا أصل له، يقول الرب : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ [آل عمران:31] فاتباع النبي ﷺ هو حقيقة الحب، وهو دليل الحب الصادق، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: من رغب عن سنتي فليس مني.

فنوصيكم، وغيركم من إخواننا المسلمين بترك هذه البدعة، وهي الاحتفالات بالمولد النبوي، أو بغير المولد النبوي بالموالد الأخرى، كلها غير مشروعة.

ولكن نوصيكم باتباع الرسول ﷺ دائمًا، والتفقه في الدين، وتعليم الناس السنة، والحرص على طاعة الله ورسوله في كل شيء، هذا هو الواجب على جميع المكلفين أن يخلصوا لله العبادة، وأن يعظموه، وأن ينقادوا لشرعه، وأن يسيروا على نهج نبيه ﷺ في القول والعمل، في جميع الأحوال، قال تعالى في كتابه العظيم: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7].

وقال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: من أطاعني؛ فقد أطاع الله، ومن عصاني؛ فقد عصى الله فالواجب طاعته، واتباع هديه -عليه الصلاة والسلام- والحذر مما خالف هديه -عليه الصلاة والسلام- في كل شيء، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة