حكم الدعوة وصلة الرحم في حق المرأة

السؤال:

من القصيم رسالة بعثت بها إحدى الأخوات المستمعات رمزت إلى اسمها بالحروف (أ. ح) لها جمع من الأسئلة في أحدها تقول: هل القيام بأمور الدعوة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وصلة الأرحام واجبة على المرأة كما هي واجبة على الرجل، ومن من رحمها تصل؟ جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

نعم الأحكام عامة للرجال، والنساء، والواجب على الرجل هو الواجب على المرأة، والواجب على المرأة هو الواجب على الرجل، إلا ما خصه الدليل يقول الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة:71] فسوى بينهم جميعًا بين المؤمنين والمؤمنات، وأخبر أن هذه الأمور لازمة لهم، وهي من صفاتهم، وأخلاقهم الواجبة العظيمة المفروضة عليهم، ويقول -جل وعلا-: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35] عشرة أصناف من الرجال، والنساء، عشرة، كلهم داخلون في الإسلام والإيمان، كل هؤلاء الأصناف، لكن نوعها بسبب الأعمال تنوع الأعمال.

 إن المسلمين والمسلمات المسلم: الذي دخل في الإسلام، وانقاد لدين الله، ووحد الله، وآمن بالله ورسوله، وصدق الله في أخباره، وصدق الرسول ﷺ وآمن بكل ما أخبر الله به ورسوله، يقال له: مسلم، فإذا استكمل الدين، واستقام على دين الله؛ صار مؤمنًا كاملًا، وإذا كان يديم الطاعات، ويجتهد في الطاعات يسمى قانتًا، وإذا كان من أهل الصدقة والإحسان صار متصدقًا، وإذا كان من الصبر على طاعة الله، والصبر عن المعاصي يسمى صابرًا، وإذا كان يؤدي الأعمال بخشوع، وحضور قلب، وطمأنينة يسمى خاشعًا. 

وهكذا إذا كان يكثر الصيام، يصوم رمضان، يصوم؛ فهو من الصائمين، والصائمات، وهكذا حفظ الفرج عن الزنا من الرجل والمرأة داخل في قوله: والحافظون فروجهم والحافظات وهكذا الذكر إذا كان من أهل الذكر، يكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، الرجل والمرأة جميعًا.

فعليك أن تجتهدي في طاعة الله ورسوله، وأن تحرصي على القيام بالواجب: كالدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والمسارعة إلى الخيرات، والاجتهاد في الطاعات، والصدق في العمل والقول، هكذا المؤمن والمؤمنة، هذه الصفات العشر من صفات المؤمنين والمؤمنات من عرب وعجم، وجن وإنس.

فكل واحد يجتهد أن يكون من هؤلاء، والمسلم ينبغي له أن يجتهد أن يكون من هؤلاء، وهكذا كل مسلمة عليها أن تجتهد حتى تتصف بهذه الأخلاق العظيمة، ويقول -جل وعلا-: فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [آل عمران:195].

فأعمالهم كلها محفوظة، لا يضيع الله منها شيئًا، الذكور والإناث، ثم يجازيهم عليها ويقول : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [النحل:97] الجميع، لكن ما خصه الدليل بالرجل فهو للرجل؛ كأن ينكح أربع زوجات، والمرأة ليس لها إلا زوج واحد، ديته مائة من الإبل، وديتها خمسون من الإبل المرأة، المرأة يصيبها الحيض والنفاس، وليس الرجل كذلك، تحمل وهو لا يحمل، أشياء تخص، بينهم أشياء افترقا فيها بينها الكتاب والسنة.

والمقصود: أن الأصل أنهما سواء، هذا هو الأصل، الأحكام واحدة على الرجال والنساء، إلا ما خصه الدليل، وفق الله الجميع. 

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة