الجواب:
كلمة التوحيد هي: لا إله إلا الله، فلا بد أن يقولها عن علم، ويقين، لا إله إلا الله، يقول الله -جل وعلا-: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ [محمد:19] ويقول سبحانه: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ [البقرة:163] ويقول : شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:18] ويقول : إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [الزخرف:86] ويقول: من قال لا إله إلا الله صدقًا من قلبه وقال: من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله؛ دخل الجنة لا بد من علم، وتصديق، وبصيرة، ومعناها: لا معبود حق إلا الله، هذا معنى لا إله إلا الله.
فالذي يقول: لا إله إلا الله، وهو يعبد الأولياء؛ ما قالها، وجودها كعدمها، لا بد أن يقولها، ويعلم معناها، ويعمل، فالذي يقول: لا إله إلا الله، ويدعو الأموات، ويستغيث بالنبي، أو بالبدوي، أو بالحسين، أو بعلي بن أبي طالب، أو بعبد القادر الجيلاني، أو بغيرهم من الأموات، هذا ما قالها، قوله لها باطل، ما ينفع حتى يقولها عن علم، وعن يقين، وعن صدق، وعن محبة، ذكر بعضهم شروطها السبعة، قال:
علم يقين وصدق وإخلاصك مع |
محبة وانقياد والقبول لها |
فلا بد من علم؛ لأن معناها: لا معبود حق إلا الله، ولا بد اليقين يتيقين أنه لا معبود حق إلا الله، ما عنده شك، لا بد يكون يعلم، ولا بد من صدق، يقول وهو صادق أنه لا معبود حق إلا الله، لا كالمنافقين، بل يصدق، يقول عن علم، ويقين، وصدق أنه لا معبود حق إلا الله، مع محبة، يحب الله -جل وعلا- محبة صادقة تقتضي الإخلاص له، وطاعته، واتباع شريعته، وكذلك القبول يقبلها، ويرضاها، ولا يردها، وينقاد للعمل بما دلت عليه الكلمة بتوحيد الله، والإخلاص له، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، ولهذا:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع |
محبة وانقياد والقبول لها |
والإخلاص معناه: أن يتوجه إلى الله بأعماله، ويخصه بها سبحانه، دون كل ما سواه، فلا يعبد إلا الله، ولا يصلي إلا لله، ولا يزكي إلا لله، ولا يصوم إلا لله، وهكذا، يكون في أعماله مخلصًا لله وحده، فلا بد من هذه الشروط:
علم يقين وإخلاص وصدقك مع |
محبة وانقياد والقبول لها |
قال بعضهم شرطًا ثامنًا:
وزيد ثامنها الكفران منك بما |
سوى الإله من الأشياء قد ألها |
هذا الشرط الثامن قاله شيخنا الشيخ سعد بن حمد بن عتيق - رحمه الله-:
وزيد ثامنها الكفران منك بما |
سوى الإله من الأشياء قد ألها |
وهذا معنى قوله سبحانه: فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا [البقرة:256] وهذا معنى قوله ﷺ: من قال: لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله؛ حرم ماله، ودمه، وحسابه على الله.
فلا بد أن يقول: لا إله إلا الله، وهو يتبرأ من عبادة غير الله، يكفر بعبادة غير الله، ينكرها.. يعتقد بطلانها، وهذا ظاهر من الشروط السبعة أيضًا، فإن الإخلاص يقتضي الكفر بعبادة غير الله، وإنكارها، واعتقاد بطلانها، فالصادق هو الذي يخص الله بالعبادة، ويعتقد بطلان عبادة غير الله.
الثامن داخل في الإخلاص، لكن ذكر الثامن من باب الكمال، والتمام وإلا فهو داخل في الإخلاص، فإن المخلص هو الذي يخلص الله بالعبادة، ويعتقد بطلان عبادة غير الله، ويكفر بها، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم، وبارك فيكم.