الجواب:
ليس بينهما تعارض، هذا معناه شيء، وهذا معناه شيء من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه الشيء الذي ما يعنيه، ولا له فيه دخل، ولا يهمه لا يتعرض له، ولا يدخل نفسه في شيء ما له فيه لزوم، إنسان يسار أخاه يقول: إيش تقولون؟ وإيش عليه منهم؟! وإيش يضره؟! إنسان ذهب يزور أخاه، يقول: ليش تزوره، ليش تبي تزوره؟ يعني: لا يشغله، ما لا يعنيه، ما لا يهمه، الشيء الذي ما له فيه لزوم لا يسأل عنه، لا يدخل فيما لا يعنيه.
أما المنكر هو يعنيه، الرسول ﷺ أمر بإنكار المنكر، بل الله أمر بذلك، قال -جل وعلا-: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [آل عمران:104] فالمؤمن مأمور بهذا، وقال : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[آل عمران:110] ويقول -جل وعلا-: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ [التوبة:71] ويقول النبي ﷺ: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان فهذا يعني المؤمن، يعني: كل مؤمن، وكل مؤمنة، بل واجب على الجميع إنكار المنكر، ليس داخلة في الأحاديث: من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه هذا شيء، وهذا شيء، نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ، وبارك فيكم.