الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة إنكار المنكر على من فعله سواء كان زوجًا أو غير زوج لقول الله سبحانه: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ[التوبة:71]، ولقول الله : كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ[آل عمران:110]، ولقوله سبحانه: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ[المائدة:78-79] فلعنهم سبحانه على أعمالهم الخبيثة التي منها عدم التناهي عن المنكر.
فالواجب عليك إيقاظه والصبر على ما يحصل من بعض الأذى، وأبشري بالخير، والأجر العظيم، وإذا كان يؤخر الصلاة إلى طلوع الشمس ويتعمد ذلك، أو يؤخر العصر إلى غروب الشمس؛ فهذا كفر أكبر؛ لأن تأخير الصلاة عن وقتها عمدًا كفر أكبر على الصحيح من أقوال العلماء؛ لقول النبي ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، وقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر.
أما إذا كان لا، يقوم ويصلي في الوقت لكن لا يصلي في الجماعة هذه معصية، والواجب عليه التوبة إلى الله من ذلك، وعليك أنت أن تنكري عليه المنكر، وأن تجتهدي في ذلك وتصبري، وعلى بناته وعلى أمه إن كانت موجودة، وعلى أبيه إن كان موجودًا أن يساعدوا في هذا؛ لأن الواجب التعاون على البر والتقوى كما قال الله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى[المائدة:2].
وعليك مع ذلك أن تسألي الله له الهداية، احتسبي الأجر، واسألي الله له الهداية في سجودك، وفي آخر صلاتك، وفي غيرها من الأوقات، تقولي: اللهم اهد فلانًا، اللهم أصلح قلبه وعمله، اللهم منَّ عليه بالتوبة النصوح، لعل الله يهديه بأسبابك، وأبشري بالخير والأجر العظيم. نعم.
المقدم: أحسن الله إليكم سماحة الشيخ.