نصيحة لمن أصابه الوساوس في أركان الإيمان

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من الرياض باعثتها إحدى الأخوات المستمعات طولت في رسالتها في الواقع وهي تذكر حالة نفسية مرت بها؛ الرسالة تتكون مما يقرب من صفحة ونص تقريباً لخصت الرسالة فيما يلي:

تقول: امرأة تعتريها بعض الوساوس رغم أنها متعلمة وقد ذاقت حلاوة الإيمان كما تقول رأت رؤيا في المنام بعدها قسا قلبها، وأصبحت تشك في كثير من أركان الإيمان، ترجو التوجيه والدعاء لها بالصالح، جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فالمشروع لمن وجد شيئًا من الوساوس أن يستعيذ بالله من الشيطان، وأن يكرر ذلك في جميع الأوقات التي يبتلى فيها بالوساوس، وإذا كان ذلك يتعلق بالله وبالإيمان والتوحيد، يقول: آمنت بالله ورسله، ويتعوذ بالله وينتهي، فقد سأل الصحابة النبي ﷺ عن ذلك، وقالوا: "إنه يجد أحدهم ما لأن يخر من السماء أهون عليه من أن يتكلم به، فقال لهم: تلك الوسوسة وأمر من وقع في قلبه شيء من ذلك أن يقول: آمنت بالله ورسله، وأن يستعيذ بالله وينتهي".

فالواجب عليك أيها الأخت في الله إذا حصل في قلبك شيء مما يتعلق بالله والإيمان، ودار الآخرة، والجنة والنار، ونحو ذلك، أن تقولي: آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويكفيك هذا، وتعرضين عن كل شيء من هذه الوساوس تشتغلين بشغلك الآخر من قراءة، أو أعمال منزلية، أو تتحدثين مع صديقة أو مع زوجك أو غير ذلك، تعرضين عن هذه الوساوس إعراضًا كاملًا.

وإن كانت في الصلاة، أو في الوضوء كذلك، تعرضين عنها تتعوذين بالله من الشيطان، ولا تعيدي صلاة، ولا تعيدي وضوء، وتبني الأمور على أنها كلها سديدة وكلها ماشية في طريقها، حتى ترغمي الشيطان، حتى تبطلي عليه ما أرد من إبطال أعمالك وإيذائك، هذا هو المشروع للمؤمن حتى ولو في الصلاة إذا مر عليك في الصلاة وأشغلك تنفثين عن يسارك ثلاث مرات تقولي: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثلاث مرات عن يسارك، تتفلين عن يسارك ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

قد أرشد النبي ﷺ بعض الصحابة لما ذكر له أنه ابتلي بالوسوسة في الصلاة أرشده إلى هذا ففعله الصحابي فسلم، وهكذا في غير الصلاة في الوضوء في الإيمان في كل شيء هذه الوساوس التي تعتري المؤمن والمؤمنة دواؤها التعوذ بالله من الشيطان الرجيم والاشتغال بذكر الله، والاشتغال بمشاغل أخرى والإعراض عن هذه الأمور وعدم إعادة وضوء أو صلاة أو قراءة أو غير ذلك، المؤمن والمؤمنة يبني الأمور على أنها مضت على الوجه الشرعي ويرغم الشيطان بترك مطاوعته، وإذا كان شيء يتعلق بالإيمان والآخرة ونحو ذلك يقول: آمنت بالله ورسله، آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وبهذا يزول هذا الأمر وتحصل الطمأنينة والعافية من هذه الوساوس إن شاء الله.

المقدم: إن شاء الله. جزاكم الله خيرًا، في نهاية رسالتها ترجو من سماحة الشيخ الدعاء.

الشيخ: شفاها الله وعافاها من كل سوء، نسأل الله لك أيها الأخت الشفاء والعافية من هذه الوساوس وأن توفقي للطريق الشرعي والمنهج الشرعي.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة