الجواب:
نعم. يجب على الأولاد أن يبروا والديهم، وأن يتقوا الله، فالعقوق من أقبح الكبائر، ويقول سبحانه: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[النساء:36]، ويقول جل وعلا: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ[لقمان:14] الله أمر بشكره، وشكر والديه.
فالواجب على جميع الأولاد على الذكور والإناث جميعًا أن يبروا والديهم، وأن يحسنوا إلى والديهم، وأن يحذروا العقوق من الكلام السيئ، أو الفعل السيئ، أو النهر أو رفع الصوت، أو مخالفة الأوامر التي يحتاجون إليها وليست معصية، كل هذا واجب عليهم.
فعليه أن يبر والديه، وأن يسمع ويطيع لهما في المعروف، وأن يحذر رفع الصوت عليهما أو سبهما، كل هذا منكر، في الحديث الصحيح يقول ﷺ: لعن الله من لعن والديه وفي الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: من الكبائر شتم الرجل والديه، قيل: «يا رسول الله! وهل يسب الرجل والديه؟!» استنكر الناس، استنكروا هذا؟! كيف يسب والديه؟! «وهل يسب الرجل والديه، قال النبي ﷺ: يسب أبا الرجل فيسب أباه، ويسب أمه فيسب أمه يعني: يتعرض .. يتسبب، فإذا كان من تسبب فقد فعل كبيرة، فكيف بالذي يباشر ويسب؟ إذا كان يسب آباء الناس وأمهات الناس فيسب والديه يكون سابًا لوالديه؛ لأنه هو المتسبب، فكيف بالذي يسب والديه ويلعنهم؟ يكون إثمه أعظم.
ويقول النبي ﷺ: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ - ثلاث مرات يكررها -؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين -جعله مع الشرك، قرين الشرك-، وكان متكئًا فجلس فقال: ألا وقول الزور ألا وشهادة الزور.
فالواجب الحذر من هذا البلاء العظيم، يجب على الولد أن يتقي الله، وأن يبر والديه، وأن يحسن إليهما، وأن يسمع ويطيع لهما في المعروف، وأن تكون عنايته بالأم أكثر، وبره لها أكثر، ورعايته لها أكثر؛ لأن حقها أعظم، قال رجل: «يا رسول الله! من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك، ثم الأقرب فالأقرب وفي اللفظ الآخر قال: «يا رسول الله! من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك في الدرجة الرابعة. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، سماحة الشيخ على هذا التوجيه المبارك.