الجواب:
عليك الصبر والحلم، والدعاء لها بالهداية والتوفيق والكلام الطيب حتى يهديها الله وتكف لسانها عن أذاك، وإذا كان أبوك موجودًا ينصحها أيضًا، وهكذا إخوتك الكبار ينصحونها حتى لا تخاطبك بالشيء الذي يؤذيك، والحمد لله.
أما الزيارة فالزيارة فيها تفصيل، إذا كانت الزيارة لأخواتك ما يترتب عليها مفاسد، ولا فجور ولا خلوة بالأجانب فلا بأس بها إذا رضيت الوالدة وإلا فلا تخرجي إلا برضاها؛ لأن برها واجب، بر الوالدة مهم جدًا فلا تخرجي إلى الأخوات إلا برضاها حتى ترضى عنك.
ولكن عليك بالكلام الطيب مع الوالدة والأسلوب الحسن وطلب رضاها بالطرق الشرعية، والاستعانة في ذلك بأبيك أو بإخوتك حتى تسمح عنك ولا تسبك ولا تؤذيك بالكلام الفارغ الرديء، الله يهديها، نسأل الله لنا ولها الهداية.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا. عبارة وقفت عندها سماحة الشيخ وهي قولها: إن والدتي تتدخل في شئوني، هل يليق هذا الكلام من الأبناء للآباء؟
الشيخ: هذا لا يليق ولا ينبغي، للوالد أن يتدخل والأم تتدخل فيما يتعلق بإصلاح الولد والبنت، هما ملزومان بأن يربيا أولادهما التربية الشرعية، فالوالد يتدخل والوالدة تتدخل في الشيء الذي يصلح الأولاد وينفعهم في دينهم ودنياهم، أما شيء يمنعهم من الخير أو يثبطهم عن الحق فلا ينبغي للوالدين إنما الطاعة في المعروف، فلو قال الوالد للولد: أريدك تسرق، أو تخون الأمانة، أو تغش في المعاملة ما يطيع ما يجوز له طاعته ولا طاعة الوالدة أيضًا؛ لأن هذه معاصي، والرسول يقول ﷺ: إنما الطاعة في المعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وهكذا لو قالا له: إنك ما تصلي في الجماعة، أو إنك تعق إخوتك، تقطع إخوتك القطيعة التي حرمها الله، أو قالا له: إنك عليك أن تعامل بالربا، أو تتجر في الخمور أو في المخدرات ما يطيعهم في هذه المسائل، إنما الطاعة في المعروف، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا من حق الوالدين أن يتدخلا في حقوق الأبناء؟
الشيخ: نعم، التدخل الذي يحصل به المطلوب من دون أذى ولا ظلم، مشورة ونصيحة ومنع مما يضر. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.