تفسير قوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدث}

السؤال:

بعد هذا ننتقل إلى رسالة وصلت إلى البرنامج من المستمع: فاروق حسين إبراهيم، الأخ فاروق يسأل: تفسير قول الحق تبارك وتعالى: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ[الضحى:11].

الجواب:

الآية على ظاهرها، الله أمر نبيه ﷺ أن يتحدث بنعم الله جل وعلا، وهذا من الشكر؛ لأن التحدث بالنعم من شكر الله  فالنعمة شكرها يكون بأمورٍ ثلاثة: الاعتراف بها باطنًا، وأنها من الله، ومن فضله ، والتحدث بها ظاهرًا بلسانه، والأمر الثالث: صرفها في مرضاة المنعم بها  والاستعانة بها على طاعة الله جل وعلا.

فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ۝ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ ۝ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:9-11] هذا خطاب للنبي ﷺ، وهكذا كل مسلم، وكل مسلمة؛ عليهما التحدث بنعم الله، نشكر الله على ذلك، الله أنعم علينا بنعمٍ كثيرة، نحمده على هذا، نشكره على هذا، يتحدث بنعم الله، نعمة السمع، البصر، الصحة، المال، الولد، الزوجة، الزوج، يتحدث بنعم الله، ويشكره سبحانه، يشكره على ذلك بطاعته، وترك معصيته.

فلابد من الأمور الثلاثة: الإيمان بذلك في الباطن، وأن هذه من نعم الله، سواءٌ صحة، أو ولد، أو مال، يؤمن بقلبه أن هذا من نعم الله، وأنه سبحانه المحصي لذلك، ويتحدث بها بلسانه، بهذه النعم، ويشكر الله عليها بلسانه، ويشكر الله أيضًا بعمله، وذلك بطاعة الله في هذه النعمة، من أجل أن يستعين بها على طاعة الله، وأن يصرفها في مرضاته سبحانه، لا في المعاصي. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، إذًا هذا هو تفسير الآية الكريمة: وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ [الضحى:11].

الشيخ: نعم، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة