حكم ركوب المرأة في وسائل المواصلات العامة

السؤال:

رسالة وصلت إلى البرنامج من جمهورية السودان الديمقراطية -الخرطوم- وباعثتها إحدى الأخوات من هناك تقول مستمعة البرنامج زهرة الطاهر محمد، أختنا تقول في أحد أسئلتها في هذه الرسالة: سمعت في إحدى حلقات برنامجكم بأنه لا يجوز أن تركب النساء بجانب الرجال في المركبات العامة، وحيث أنه لا يمكن تخصيص مركبات خاصة عندنا وبحكم عملي أضطر لركوب هذه المركبات يوميًا ما رأيكم؟ وبم توجهونني؟ جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

إذا كان ولابد من الركوب في الحافلات العامة فليكن مركب النساء على حدة وراء الرجال، والرجال أمامهم على حدة حتى لا تمس المرأة الرجل، وحتى لا يحصل تماس وتقارب يخشى منه الفتنة، ينبغي أن تكون مراكب النساء خلف الرجال والرجال أمامهم يخصص لهؤلاء مراكب ولهؤلاء مراكب.

فإذا اضطرت إلى خلاف ذلك فلتحرص على التحجب والتستر والبعد عن مماسة الرجل فيما يسبب الفتنة حتى تصل إلى جهتها إذا كانت قريبة لا تعد سفرًا.

أما إن كانت المسافة تعتبر سفرًا فلابد من المحرم؛ لقول النبي ﷺ: لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم وعلى كل حال الواجب على النساء والرجال أن يتقوا الله جميعًا وأن يحرصوا على البعد عن أسباب الفتنة.

وإذا دعت الحاجة إلى المراكب العامة فليجتهد المسئولون عنها أن يجعلوا مراكب النساء على حدة، ومراكب الرجال على حدة، إبعادًا لأسباب الفتنة، وينبغي للركاب المعروفين أن يفعلوا ذلك وأن يطلبوا من المسئولين عن الحافلات أن يفعلوا هذا حتى تكون الفتنة أقل وحتى يكون الشر أقل إن شاء الله. نعم.

المقدم: هل تنصحون المرأة بعدم جلوسها في نفس الكرسي الذي يجلس عليه الرجل؟

الشيخ: نعم أنصحها بألا تجلس معه إذا كان فيه مماسة وتقارب يخشى منه الفتنة فلتبتعد ولتجلس في مركب بعيد عن ذلك ليس فيه مماساة، وإذا تيسر أن تكون مراكب النساء على حدة، ومراكب الرجال على حدة انتهى الموضوع وزالت المشكلة. نعم.

المقدم: نعم نعم، إذًا النصيحة أيضًا توجه للرجال؟

الشيخ: نعم للرجال والنساء جميعًا، كلهم عليهم أن يحذروا الفتنة، وأن يجتهدوا في أن تكون مراكب الرجال على حدة في الجهة الأمامية، والنساء وراءهم في الجهة الخلفية حتى يحصل المقصود من دون ارتكاب للفتنة مع التحجب من النساء والحرص على الستر والبعد عن أسباب الفتنة، وعدم إظهار ما يفتن الرجال من التبرج، وإظهار زينة المرأة في وجهها وغيرها، بل تكون مستورة الوجه مستورة الشعر ومستورة البدن، بعيدة عن أسباب الفتنة، والله المستعان. نعم.

المقدم: الله المستعان.

فتاوى ذات صلة