حكم ترك الصلاة تكاسلًا

السؤال:

رسالة بعث بها أخونا: عبد الله حمود يسأل ويقول: إذا كان الشخص يؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، ومات وهو تارك للصلاة كسلًا، هل هو مخلد في النار أم لا؟ نرجو الإجابة جزاكم الله خيرًا. 

الجواب:

سبق في السؤال السابق: أن من ترك الصلاة تهاونًا، فقد اختلف فيه العلماء، هل هو كافر كفرًا أكبر أم كفرًا أصغر؟ وسبق أنه كافر كفرًا أكبر في الصحيح من قولي العلماء، وإذا كان كفره أكبر؛ فهو إذا ما كان ذلك يكون حكمه حكم الكفار مخلدًا في النار كسائر الكفرة.

وقد قال الله في كتابه العظيم لما سئل عن النار عن أسباب دخولهم النار، أجابوا بأنهم لم يكونوا من المصلين، قال تعالى: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ۝ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:42-43]، ما قالوا: كنا من الجاحدين، قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:43]، فدل على أن عدم الصلاة من أسباب دخولهم النار نعوذ بالله من ذلك.

فيجب على المؤمن أن يحذر هذا العمل السيئ، وأن يصلي كما أمره الله، وأن يحذر هذا التساهل الذي يحصل لمن اعتقد بزعم أنه كفر أصغر حتى ولو كان كفر أصغر، الواجب الحذر من جميع ما حرم الله  فكيف لو قد: سمي كفرًا؟ فإن الواجب يكون الحذر منه أكثر من غيره، وإذا كان تركها كفرًا أكبر فالأمر أعظم وأعظم، وهذا هو الصواب: أنه كفر أكبر؛ لما تقدم في قوله ﷺ: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة، رواه مسلم في الصحيح.

وقوله عليه الصلاة والسلام: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر، خرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح عن بريدة  وهناك أدلة أخرى دالة على ذلك، وفي هذه الآية الكريمة، وهي قوله تعالى: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ۝ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ۝ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ۝ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ۝ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ۝ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ [المدثر:42-47]، فجعل تارك الصلاة مع هؤلاء، فدل ذلك على أنه كفر أكبر؛ لأن الشك في الدين والخوض فيه على سبيل الشك والريب، وهكذا التكذيب بيوم الدين -بيوم القيامة- كله كفر أكبر نعوذ بالله.

فيجب على المؤمن أن يحذر ترك الصلاة مطلقًا، أما إن جحد وجوبها، فالأمر أعظم فإنه كافر بالإجماع نسأل الله العافية. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة