الجواب:
عليك يا أخي أن تجتهد في إرضاء أبيك، والمعاملة معه المعاملة الطيبة؛ لأن بره واجب، والزيارة له مهمة، عليك أن تعتني بوالدك، وتجتهد في إرضائه، ومخاطبته بالتي هي أحسن، وأن توسل بأقاربك الطيبين من أعمام، وغيرهم على أن يقنعوه إذا كانت الزوجة طيبة، إذا كانت الزوجة طيبة، ولا محذور فيها مستقيمة في دينها، فلا تحرص على طلاقها، ولا تعجل في طلاقها إذا كانت مستقيمة.
أما إذا كان أبوك انتقدها؛ لأنها فاسدة، فهذه لا ينبغي بقاؤها، تطيع أباك، وتفارقها، أما إن كانت مستقيمة، دينة، معروفة بالصلاة، وغيرها من أمور الدين، ولكن أباك ما وضع الله في قلبه لها المحبة، فلا تعجل، ولا يلزمك الطلاق حينئذ إنما الطاعة في المعروف، الطاعة في المعروف لا فيما يضرك.
فعليك أن لا تعجل، وأن تخاطب أباك بالتي هي أحسن، وأن تتوسل إلى إرضائه بأقاربه الطيبين، وجيرانه، ونحو ذلك؛ لعله يقنع، ولعله يرضى؛ حتى تبقى معك الزوجة، وتفوز بمرضاتك والدك، وبره.
أما الزوجة الأولى التي قلت لأبيها: إنك طلقتها؛ فيقع بهذا عليها طلقة، إذا قلت: إنك طلقتها؛ فأنت مؤاخذ بإقرارك، إذا قلت طلقتها؛ فهي عليك طلقة، وعليك أن تراجعها إذا كانت في العدة، عليك أن تراجعها، فإن كانت خرجت من العدة؛ لم تحل إلا بنكاح جديد، ومهر جديد، بعد رضاها، وأولياءها بذلك، ولا ينبغي أن تستعجل في الطلاق أبدًا، ينبغي لك أن تعالج الأمور بالتي هي أحسن، بالأسلوب الطيب، وبالتعاون مع جيرانك، وإخوانك، وقراباتك على أبيك حتى يهديه الله.
وخذها قاعدة: إذا كان أبوك انتقدها لأجل الدين، وسألت عنها، وعرفت أنها غير دينة، غير مستقيمة؛ فلا خير لك في بقائها، وطاعة الوالد في هذا حق، وإبعادها هو الواجب، والله يرزقك خيرا منها إذا طلقت، وأخلصت وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً [الطلاق:4].