تعريف الكوع الذي يوضع عليه الكف في الصلاة

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات تقول: والدنا الشيخ عبد العزيز بن باز غفر الله لنا ولوالديه، أولًا: أخبرك -ويشهد الله على ذلك-: أني أحبك، سماحة الشيخ سؤالي هو: ورد في كيفية وضع اليدين في الصلاة أن يضع المصلي كفه الأيمن على كوعه الأيسر، ما هو الكوع المذكور؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فأقول: أولًا: أحبك الله الذي أحببتينا له، وأسأل الله أن يجعلنا جميعًا من المتحابين في جلاله، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعًا، وأن يثبتنا على دينه إنه سميع قريب.

نعم جاءت السنة عن النبي ﷺ أنه في حال قيامه يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، وفي بعضها على كوعه، والكوع: هو العضو الذي يلي الإبهام، وما يلي الخنصر يقال له: كرسوع، والمعنى: أنه يضع يده على مفصل الكف من الذراع، فيكون وضع اليمنى على كفه اليسرى وعلى رسغها وعلى ساعدها، هذا هو السنة في حال القيام في الصلاة، وهذا يعم الرجال والنساء، وليس هناك دليل على تخصيص المرأة بشيء، بل السنة عامة.

فإذا كان المصلي واقفًا جعل يده اليمنى على كفه اليسرى والرسغ والساعد، كما ثبت ذلك في حديث وائل بن حجر عنه عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد جاء في حديث سهل بن سعد أنه كان الرجل يؤمر على عهد النبي ﷺ أن يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة، وهذا يحتمل أن يكون في بعض الأحيان يضع على الذراع، ويحتمل: أنه أراد ما أراده وائل لأنه إذا وضع يده على الرسغ والساعد فقد وضع يده على الذراع؛ لأن الساعد هو الذراع، فيكون كفه على مفصل الكف وأطراف أصابعه على الساعد، فيجتمع الحديثان، ولا يكون بينهما اختلاف.

وبكل حال فالسنة أن يضع يده اليمنى حين قيامه للصلاة، سواء كان هذا قبل الركوع أو بعد الركوع، يكون واضعًا كفه اليمنى على كفه اليسرى وعلى رسغه وساعده في الصلاة، هذا هو السنة، فإذا ركع وضع يديه على ركبتيه، وفرق بين الأصابع، وسوى ظهره حتى يرفع، فإذا رفع أعاد يديه كما كان قبل الركوع، يضع كفه اليمنى على كفه اليسرى وعلى الرسغ والساعد، حتى يسجد، هذا هو المعتمد، وهذا ما دل عليه حديث وائل وحديث سهل بن سعد وحديث قبيصة بن خلد عن أبيه.

ودل عليه أيضًا ما ثبت عن طاوس مرسلًا من وضع النبي ﷺ يده اليمنى على كفه اليسرى في حال قيامه -عليه الصلاة والسلام-.

وأما من قال: إنه يرسل اليدين حال القيام فلا دليل له في ذلك، بل هو خلاف السنة، وهكذا من قال: يرسلهما حال قيامه بعد الركوع. لا دليل له على ذلك، فالأصل أنهما على حالهما قبل الركوع، والنبي ﷺ كان إذا رفع رأسه من الركوع اعتدل حتى يعود كل فقار إلى مكانه -عليه الصلاة والسلام-، وكان يقوم قيامًا طويلًا حتى يقول القائل: قد نسي. فدل ذلك على أنه إذا رفع من الركوع يعيد يديه كما كانت، يعيدهما كما كانتا يضع اليمنى على اليسرى حال قيامه على صدره -عليه الصلاة والسلام- كما كانت قبل ذلك، قبل الركوع، وعلى من زعم خلاف ذلك أن يأتي بالدليل، وإلا فالأصل أن ما بعد الركوع في حال القيام يكون مثلما قبل الركوع، هذا هو الأصل، وهذا هو ظاهر السنة الثابتة عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة