الفرق بين التوبة والاستغفار

السؤال:

بعد هذا رسالة من مستمع آثر فيها عدم ذكر اسمه يسأل جمعًا من الأسئلة في أولها يقول: ما الفرق بين التوبة والاستغفار؟

الجواب:

التوبة: الندم على الماضي، والإقلاع منه، والعزيمة أن لا يعود فيه، هذه يقال لها: توبة.

أما الاستغفار: فقد يكون توبة، وقد يكون مجرد كلام، يقول: اللهم اغفر لي، أستغفر الله، لا يكون توبة، إلا إذا كان معه ندم وإقلاع عن المعصية، وعزم أن لا يعود فيها، فهذا يسمى توبة، ويسمى استغفارًا، فالاستغفار النافع المثمر هو الذي يكون معه الندم، والإقلاع من المعصية، والعزم الصادق أن لا يعود فيها، هذا يسمى استغفار، ويسمى توبة، وهو المراد في قوله -جل وعلا-: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ۝ أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ [آل عمران: 135-136].

فالمقصود: أنه نادم غير مصر، يعني: يتكلم يقول: اللهم اغفر لي، أستغفر الله، وهو مع هذا نادم على السيئة، يعلم الله من قلبه ذلك، غير مصر عليها، بل عازم على تركها، فهذا إذا قال: أستغفر الله، أو اللهم اغفر لي، وهو قصده التوبة والندم والإقلاع والحذر من العود إليها؛ فهذا توبة صحيحة، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، وأحسن إليكم. 

فتاوى ذات صلة