الجواب:
هذا سؤال مجمل، وكأنه يقصد في الزواج، فالممثل والمشاهد، المشاهد إذا كانت الأشياء التي يشاهدها ليس فيها محذور، امرأة تشاهد النساء عند اجتماعهن، وعند ضربهن الدف، وغنائهن الغناء المعتاد بين النساء لا حرج في ذلك.
أما الممثل ففيه تفصيل: إن كان المقصود بالممثل أنه الذي يتزيا بزي غير زيه، وينسب نفسه إلى غيره، كأن يتزيا بزي النساء، يتشبه بالنساء على أنه فلانة أو فلانة هذا منكر من جهتين: من جهة كذبه، ومن جهة تزييه بزي النساء، والله حرّم على الرجل أن يلبس لبس المرأة.
وإن كان التمثيل بشخص آخر يتقمص ويقول: أنا فلان، والثاني يقول: أنا زوج المرأة فلانة، أو أنا أبوها، أو أنا أخوها، وليس كذلك، أو أنا عمر، أو أنا علي بن أبي طالب، أو أنا أحمد بن حنبل، أو أنا أبو حنيفة، أو أنا فلان، فهذا كذب لا يجوز، وهذا تزوير، وليس تمثيل، تزوير؛ لأنه ليس بـأبي حنيفة، وليس بـأحمد، وليس عليًا، وليس نحو ذلك.
وإذا كان يتشبه بالكفرة صار أكبر وأشد، كأن يقول: أنا أبو جهل، أو أنا عتبة بن ربيعة، أو أنا أبو لهب، هذا أقبح؛ لأنه مثل نفسه بالكافر، وكذب أيضًا ليس هو بـأبي لهب، وليس هو بـعتبة، وليس هو بـأبي جهل، فلا يجوز.
وبعض الناس لا يفهم التمثيل، يحسب أن التمثيل ضرب الأمثال، فضرب الأمثال لا، نوع آخر، ضرب الأمثال ضرب الله لنا ذلك في كتابه العظيم في أشياء كثيرة، مثل قوله -جل وعلا-: وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا [الكهف:32].. وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ [النحل:112] إلى أمثال هذا من الأمثلة>
فالأمثلة التي يضربها الله أو يضربها رسوله ﷺ هذه فيها البيان والإيضاح للأمة؛ حتى تعرف الحق بالأدلة وبالتمثيل، وهكذا لو قال إنسان لجماعة يضرب لهم الأمثال: مثل الذي يفعل كذا، مثل كذا وكذا، والذي يفعل كذا مثله كذا؛ للتنفير من الأفعال السيئة، أو للترغيب في الأعمال الطيبة، هذا لا بأس به، هذا ضرب الأمثال للإيضاح والبيان، بخلاف التمثيل الذي هو تقمص إنسان، يقول: أنا فلان، أو أنا فلانة، وهو كذب ليس بفلان ولا فلانة، هذا كذب وتزوير لا يجوز، وإذا كان ذلك في أشخاص كفار كان أقبح وأشد إثمًا، نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.