الجواب:
هذه مسألة خلاف بين العلماء، منهم من قال: إنه عورة، ويجب ستره عن الناس، وهذا هو الصواب، والصواب والحق أنه عورة، وهو عنوان المرأة، وأبرز ما يدل على محاسنها، أو على قبحها، ويدل على هذا قوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53].
وقال -جل وعلا-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.. [النور:31] الآية، وقال آخرون: ليس من الزينة، ولا بأس بإخراجه؛ لأنها بحاجة إلى إبرازه، واحتج بعضهم بقوله -جل وعلا-: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31] قالوا: ما ظهر منها هو الوجه، وهذا يروى عن ابن عباس، وبعض السلف.
والصواب: أن ما ظهر منها هو الملابس، كما قاله ابن مسعود، وجماعة آخرون من أهل العلم، ولهذا قال في الآية الأخرى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.. [النور:31] ولم يقل إلا الوجه، والكفين، بل عمم، وقال في الآية الأخرى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ [الأحزاب:53] ما قال إلا عن الوجه، قال من وراء حجاب، وأطلق، ثم قال: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] وبين سبحانه أن الحجاب أطهر لقلوب الجميع، الرجال، والنساء.
أما الرد فقد كتبنا ردًا، وكتب غيرنا، والمسألة معروفة عند العلماء.
السؤال: حديث عائشة في إذا بلغت المرأة المحيض..؟
الجواب: هذا حديث أسماء بنت أبي بكر ضعيف، ليس بصحيح، جاء عن أسماء بنت أبي بكر أنها دخلت على النبي ﷺ وعليها ثياب رقاق، فأعرض عنها النبي ﷺ وقال: يا أسماء، إن المرأة إذا بلغت المحيض؛ لم يحل أن يرى منها إلا هذا وهذا، وأشار إلى وجهه، وكفيه احتج به من قال بكشف الوجه، ولكنه حديث ضعيف، لا يصح عن النبي ﷺ رواه أبو داود بإسناد منقطع، عن عائشة، وفي إسناده أيضًا رجل ضعيف، يقال له: سعيد بن بشير، ضعيف لا يحتج به، والذي رواه عن عائشة لم يسمع منها، وهو خالد بن دريك، لم يسمع منها، ولم يدركها مع علة ثالثة أيضًا، وهي عنعنة قتادة، وتدليسه، هذه ثلاث علل كلها توجب عدم صحته، ولو صح؛ لكان فيصلًا.
وحديث عائشة في الركب أنهم كانوا مع النبي ﷺ في حجة الوداع قالت: كنا نكشف وجوهنا، فإذا دنا منا الرجل؛ سدلت إحدانا خمارها على وجهها حتى يبتعد، كذلك حديثها في قصة الإفك، قالت: لما سمعت استرجاع صفوان؛ خمرت وجهي، وكان يعرفني قبل الحجاب؛ فدل ذلك على أنهن بعد الحجاب صاروا يخمرون الوجوه، ويسترونها، وإنما كانت تكشف قبل الحجاب.