حكم من تذكر بعد السلام أن الصلاة ناقصة

السؤال:

من ليبيا هذه رسالة بعث بها أخونا فضل الله عبد ربه منصور، يسأل مجموعة من الأسئلة من بينها سؤال يقول: إذا تذكرت أن الصلاة ناقصة بعد السلام، هل أعود وأكملها، وكيف هي الصفة؟

الجواب:

هذا فيه تفصيل: إن تذكرت أنها ناقصة نقصًا يتعلق بأركانها؛ فعليك أن تكملها، أما إن كان النقص يتعلق بالسنن والمستحبات؛ فلا يضرك ذلك، والنوافل تجبر ما نقص من صلاتك، أما لو تذكرت أنك ما صليت إلا ثلاث في الظهر أو العصر أو العشاء؛ فإنك تقوم تأتي برابعة وتسجد للسهو سجدتين قبل أن تسلم أو بعد السلام، وهو الأفضل إذا كنت سلمت ثم تذكرت أنك لم تصل إلا ثلاث..، في الظهر والعصر والعشاء، أو ثنتين في المغرب أو واحدة في الفجر، بعدما سلمت تذكرت أنها ناقصة؛ فإنك تقوم وتكمل، وبعد الفراغ من التشهد والدعاء تسلم ثم تسجد سجدتي السهو بعد السلام؛ لأن النبي فعل هذا -عليه الصلاة والسلام- لما سلم عن نقص ركعة، وفي بعض الروايات: نقص ركعتين وذكروه قام فكمل صلاته، ثم كمل التحيات والدعاء، ثم سلم ثم سجد للسهو سجدتين -عليه الصلاة والسلام- ثم سلم، ولو سجدت السجدتين قبل السلام أجزأ ذلك.

أما إن كان النقص في مثل سجدة من السجدات، أو ركوع من الركوعات، ذكرت أنك نسيت ركوعًا، أو سجدة بعدما سلمت؛ فإنك تقوم وتأتي بركعة كاملة، تأتي بركعة كاملة، ثم بعد التحيات وبعد الصلاة على النبي ﷺ وبعد الدعاء تسلم، ثم تسجد سجدتي السهو، ثم تسلم ثانيًا، هذا هو المشروع لك.

أما إن كان النقص غير هذا، بأن تذكرت أنك مثلًا لم تجلس التشهد الأول، قمت إلى الثالثة ما جلست ناسيًا، أو نسيت (سبحان ربي الأعلى) في السجود، أو نسيت (سبحان ربي العظيم) في الركوع، أو نسيت (رب اغفر لي) بين السجدتين، هذا يكفيك سجود السهو، تسجد للسهو ويكفي، وكما لو نسيت (ربنا ولك الحمد) بعد الركوع يكفيك أن تسجد سجدتين للسهو والحمد لله؛ لأن الرسول ﷺ لما قام عن التشهد الأول ناسيًا سجد سجدتي السهو قبل أن يسلم ثم سلم -عليه الصلاة والسلام-.

أما إن كان النقص شيئًا مستحبًا مثلما تقدم، مثل ذكرت أنك نسيت الاستفتاح، ما قلت: سبحانك اللهم ربي وبحمدك، في أول الصلاة، وهو الاستفتاح: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، لم تقله ولا غيره من الاستفتاحات، بل كبرت وابتدأت التعوذ والتسمية والقراءة، ما قرأت الاستفتاح هذا سنة ليس عليك شيء، كذلك لو تذكرت أنك مثلًا ما دعوت في السجود، قلت: سبحان ربي الأعلى، ولا دعوت في السجود فليس عليك؛ لأن الدعاء في السجود مستحب وليس بلازم، أو تذكرت أنك ما كررت (سبحان ربي العظيم) كثير ما قلتها إلا مرة أو مرتين؛ فإنه ليس عليك شيء.

أو تذكرت أنك بعدما صليت على النبي ﷺ في التشهد الأخير، سلمت ولا أتيت بالدعاء -التعوذ من الأربع- فلا شيء عليك، وهكذا لو تذكرت أنك قلت بين السجدتين: (رب اغفر لي) مرة واحدة، ما كثرت، ما كررتها ثلاث، قلتها مرة فقط ثم سجدت الثانية، ليس عليك شيء؛ لأن هذه سنن ونوافل وليست بواجبة، فإذا تركها الإنسان ناسيًا أو عامدًا فهذا نقص ليس عليه فيه شيء وصلاته صحيحة، وفق الله الجميع.

المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة