الجواب:
قد سبق منا غير مرة التنبيه على هذا، وأن الواجب على المؤسسات والشركات -وعلى غيرهم ممن يستورد العمال- أن لا يستورد إلا المسلمين، في هذه الجزيرة بوجه أخص؛ لأن هذه الجزيرة مهد الإسلام، ومطلع شمس الرسالة، ومرجع المسلمين، وفيها الحرمان الشريفان؛ ولهذا أمر النبي ﷺ بإخراج المشركين منها، وأوصى بذلك عند وفاته أن يخرجوا من هذه الجزيرة، سواء كانوا يهودًا أو نصارى أو وثنيين أو شيوعيين.
جميع أنواع الكفرة، يجب إخراجهم من هذه الجزيرة، وألا يبقى فيها إلا مسلم، ونهى أن يجتمع فيها دينان، فلا يجوز بقاء دين آخر غير الإسلام في هذه الجزيرة، لا من العمال، ولا من السكان، بل يجب إخراجهم، إلا من وردها لحاجة عارضة: كالبريد، والتاجر الذي يبيع حاجته وينصرف، ونحو ذلك، بصفة مؤقتة وأيام معدودة.
فعلى المؤسسات والشركات والأفراد، وعلى الدولة -وفقها الله- أن تعنى بهذا الأمر، وأن تأخذ على أيدي الناس، وأن تمنع من استيراد الكفار إلا عند الضرورة القصوى في مصلحة المسلمين، فيما يتعلق بالدولة، إذا احتيج إلى بعض الكفرة لمصلحة للمسلمين، ومن لم يتيسر من يقوم بعمله غيره.
أما عموم الناس فالواجب منعهم من استيراد الكفرة، وأن لا يستوردوا إلا مسلمين: في عمل البناء، وفي غير ذلك من الأعمال، هذا هو الواجب على المسلمين جميعًا، وأن يعملوا بما أوصى به نبيهم -عليه الصلاة والسلام- من إخراج الكفار من هذه الجزيرة، وعدم استيرادهم لها، لما في اختلاطهم بالمسلمين من الأضرار العظيمة، والأخطار الكبيرة.
نسأل الله أن يوفق المسلمين لما يرضيه، وأن يوفق الدولة لتنفيذ أوامر الله ورسوله في كل شيء، وأن يعينها على ذلك إنه خير مسؤول.
المقدم: جزاكم الله خيرًا، معي في المؤسسة عمال غير المسلمين، ولا حتى من أهل الكتاب، كلما علمتهم شيئًا استعملوه ضدي، فهل أمتنع عن تعليمهم أي شيء، ويكون هذا حلال أم حرام؟
الشيخ: الواجب عليك ألا تستورد كفارًا، وأن تبعدهم إلى بلادهم، وأن تنهي عقودهم، وأن لا تخبرهم بشيء يضرك، وإنما تنصحهم، تدعوهم إلى الإسلام، وتعلمهم ما ينفعهم، أما أن تعلمهم شيء يضرك، فلا تعلمهم شيء يضرك، بل أبعدهم وأنه عقودهم، واتق الله، واتبع رسوله -عليه الصلاة والسلام- نعم.