الجواب:
لا شك أن هذا من الشيطان، فالشيطان يدعو الناس إلى الشك في دين الله، ويلقي عليهم الشبه والوساوس، حتى يقول لهم: ما الدليل على كذا؟ وما الدليل على كذا؟ الواجب على المؤمن والمؤمنة إذا وجدا شيئًا من هذه الأمور أن يقول الواحد منهم: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، فقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: الله خلق كل شيء، فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله وفي اللفظ الآخر: فليستعذ بالله ولينته.
فهكذا هذا الوسواس الذي يرد عليك في أمر الجنة والنار، اعلمي أنه من الشيطان، فقولي عند ذلك: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا أردت أن تعرفي الحقيقة فعليك بكتاب الله، تدبري القرآن، هذا القرآن العظيم المعجز هو كلام الله، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، من تأمله عرف أنه كلام الله، وأنه حق جاء به محمد -عليه الصلاة والسلام- من عند الله: لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].
فمن تدبره وتعقله عرف أنه الحق، وعرف أنه كلام الله، وعرف أنه لا ريب فيه، ولا شك فيه، وفيه الإخبار بالجنة والنار، وإخبار بالرسل الماضين، وما جرى لهم، وما جرى عليهم، وفيه إخبار عما كان وعما يكون، فمن تدبره جاءه برد اليقين، وعرف أن الحق هو ما جاءت به الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وعرف أن ما تضمنه كتاب الله هو الحق والهدى من أمر الجنة والنار والشرائع التي جاء بها محمد -عليه الصلاة والسلام-، وما جاء به الرسل الماضون إلى غير هذا.
فعليك بتدبر القرآن، والإكثار من تلاوته، وأبشري بالخير، وأبشري بالتوفيق، وإذا خطر هذا الخاطر فقولي: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وهكذا غيرك من الناس، كل من خطر له خاطر في أمر الجنة والنار، أو في أمر الله، أو في أمر الرسل، أو في أمر القيامة، أو غير هذا من أمور الدين، فليستعذ بالله من الشيطان وليقل: آمنت بالله ورسله، وليتدبر القرآن؛ وليكثر من تلاوته حتى يجد برد اليقين، وحتى يجد الشفاء العاجل فيما يقرؤه من كتاب الله .
المقدم: جزاكم الله خيرًا.